من مزحة إلى عاصفة غضب.. قصة الطالب السوداني الذي رقص أمام معلمه وانتهى مفصولًا

الخرطوم، الغد السوداني – قدّم طالب سوداني اعتذارًا علنيًا واسع اللهجة، عقب موجة غضب واستنكار اجتماعي أثارها مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يرقص ويتمايل داخل فصل دراسي أمام معلمه، في مشهد اعتبره كثيرون إساءة مباشرة لهيبة المعلم وانتهاكًا لقيم العملية التعليمية في السودان.

الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع خلال الساعات الماضية، فتح نقاشًا محتدمًا حول حدود السلوك الطلابي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في إعادة تشكيل العلاقة بين الطالب والمعلم، خصوصًا في ظل هشاشة البيئة التعليمية التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب.

وفي تسجيل مصور لاحق، خرج الطالب عن صمته مقدّمًا اعتذارًا إلى الشعب السوداني، ومدرسته، ومعلمه، وأسرته، مؤكدًا أن ما جرى لم يكن بقصد الإهانة أو التقليل من شأن المعلم. وأوضح أن الواقعة حدثت في نهاية الحصة الدراسية، في لحظة وصفها بالعفوية، مشيرًا إلى أن العلاقة بينه وبين معلميه تقوم على الاحترام المتبادل خارج إطار الدرس الرسمي.

وقال الطالب إن المقطع صُوّر بغرض تداوله داخل مجموعة مغلقة خاصة بطلاب المدرسة، لكنه فوجئ بتسريبه وانتشاره على نطاق واسع، محققًا مشاهدات عالية وتعليقات غاضبة تجاوزت السياق الأصلي للفيديو.

ونفى الطالب ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن عدم اتخاذ أي إجراء بحقه بحجة أن المدرسة خاصة وتسعى للربح المادي، مؤكدًا أنه تم استدعاؤه رسميًا، وإبلاغه بخطأ تصرفه، قبل صدور قرار فصله من المدرسة. وأضاف أنه علم بانتشار الفيديو لأول مرة عبر أحد أفراد أسرته، مشددًا على أن أسرته ربّته على احترام المعلم والمؤسسة التعليمية.

واختتم الطالب حديثه بإعلانه القبول الكامل لقرار الفصل، مجددًا اعتذاره لكل من شعر بالإساءة، ومعبّرًا عن شكره لكل من تواصل معه بالنصح والدعم، في قضية تحولت إلى مرآة تعكس التوتر القائم بين القيم التربوية التقليدية وثقافة المحتوى الرقمي السريع في المجتمع السوداني.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.