كرة نار في سماء أنقرة: مصرع رئيس أركان الدبيبة وقادة عسكريين في تحطم طائرة

الخرطوم، الغد السوداني – قُتل رئيس الأركان العامة التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، الفريق أول ركن محمد الحداد، ومرافقوه، مساء الثلاثاء، إثر تحطم طائرة خاصة من طراز “فالكون 50” قرب العاصمة التركية أنقرة، أثناء عودتهم من زيارة رسمية، في حادثة أثارت صدمة واسعة في ليبيا وتساؤلات متصاعدة حول ملابساتها.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، في بيان على حسابه الرسمي في “فيسبوك”، مقتل الحداد وعدد من كبار القادة العسكريين المرافقين له، واصفاً الحادث بـ“الفاجعة الأليمة” التي وقعت أثناء العودة من مهمة رسمية في أنقرة.
ووفق البيان، ضمّ الضحايا: رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي دياب، والمصور في مكتب إعلام رئاسة الأركان محمد عمر أحمد محجوب.
من جانبه، أكد وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا فقدان الاتصال بطائرة كانت متجهة من أنقرة إلى طرابلس وعلى متنها رئيس الأركان الليبي وأربعة مرافقين، موضحاً أن الطائرة طلبت هبوطاً اضطرارياً قبل انقطاع التواصل معها بشكل كامل.
وأضاف يرلي قايا، عبر حسابه على منصة “إكس”، أن قوات الدرك التركية عثرت على حطام الطائرة على بعد نحو كيلومترين جنوبي قرية كسيكفاك في قضاء هايمانا، على مسافة تقارب 50 كيلومتراً جنوب شرقي أنقرة.
وتداولت وسائل إعلام تركية وليبية مقاطع فيديو تُظهر لحظة يُعتقد أنها سقوط الطائرة، حيث بدت كرة لهب وتوهج ضخم أضاء سماء المنطقة ليلاً، فيما أظهرت لقطات أخرى حطام الطائرة متناثراً في موقع التحطم.
وبحسب وكالة رويترز، أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية تحويل مسارات عدد من الرحلات بعيداً عن مطار أنقرة عقب الحادثة، في مؤشر على خطورة الوضع في المنطقة.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام ليبية بأن عبد الحميد الدبيبة شكّل خلية أزمة للتنسيق مع السلطات التركية ومتابعة تفاصيل الحادث والتحقيقات الجارية.
وكان الحداد قد أجرى، في وقت سابق من الثلاثاء، مباحثات عسكرية في أنقرة مع وزير الدفاع التركي يشار غولر ورئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو، تناولت التعاون العسكري بين البلدين، قبل أن تنتهي الزيارة بحادث تحطم الطائرة المأساوي.
ولا تزال أسباب تحطم الطائرة غير معلنة رسمياً حتى لحظة نشر هذا الخبر، فيما تترقب الأوساط الليبية والتركية نتائج التحقيق، وسط حالة حداد وأسئلة مفتوحة حول واحدة من أخطر الحوادث التي تطال القيادة العسكرية الليبية في السنوات الأخيرة.