من غزة إلى الضفة: حكومة استيطان بلا تراجع… كاتس يعلن «السيادة العملية» وتصعيداً مفتوحاً

الخرطوم، الغد السوداني – قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إن إسرائيل «لن تنسحب أبداً من كل قطاع غزة»، مؤكداً التوجه نحو إقامة بؤر استيطانية شمالي القطاع، في موقف يُنذر بتصعيد سياسي وميداني ويقوّض فرص الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاءت تصريحات كاتس خلال مراسم بناء 1200 وحدة سكنية في مستوطنة بيت إيل بالضفة الغربية، حيث قال: «لن ننسحب أبداً من كل قطاع غزة، وسنقيم بؤرًا استيطانية شمالي القطاع في الوقت المناسب وبالتوقيت الملائم. هناك من يتظاهرون، لكننا نحن من يحكم».

وأضاف الوزير الإسرائيلي: «هذه حكومة استيطان، وإذا أمكن فرض السيادة على الضفة الغربية سنفرضها. نحن الآن في مرحلة السيادة العملية»، معتبراً أن ما وصفه بـ«المواقف والقوة» التي أظهرتها إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر «خلقت فرصاً لم تكن متاحة منذ زمن بعيد».

وبشأن الجبهة الشمالية، شدد كاتس على أن إسرائيل «لن تتحرك مليمتراً واحداً من سوريا»، في إشارة إلى استمرار الانتشار العسكري وعدم الانسحاب من المناطق التي دخلتها خلال الأشهر الماضية.

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تقارير إسرائيلية أفادت بأن قرارات تل أبيب الحاسمة حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة مرهونة بلقاء مرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا نهاية الشهر الجاري. ووفق ما نقلته صحيفة «هآرتس»، فإن الموقف الأميركي سيكون محدِّداً لمسار الربط بين انسحاب الجيش الإسرائيلي ونزع سلاح حركة حماس، إضافة إلى ضمان تدمير ما تبقى من شبكة الأنفاق.

وفي السياق نفسه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً لآفاق حل الدولتين.

وعلى المسار الإقليمي، كشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن اجتماع رباعي عُقد في ميامي يوم السبت، بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا. وقال ويتكوف في بيان إن الاجتماع ناقش «تدابير التكامل الإقليمي»، ودعم إنشاء «مجلس السلام» كإدارة انتقالية لإدارة شؤون قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت تُظهر نتائج، من بينها زيادة المساعدات الإنسانية، والانسحاب الجزئي للقوات، وتقليص حدّة القتال، في وقت تُلقي فيه تصريحات كاتس بظلال ثقيلة على مستقبل التهدئة وإمكانية الانتقال إلى ترتيبات أكثر استقراراً.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.