
شاي، كعك، ورسالة سياسية: كيف تحوّل مخبز “ماشينكا” إلى بطل لقطة رئاسية؟
(خاص) الغد السوداني- في لقطةٍ خفيفة الظل، خرجت من قلب السياسة الروسية الصلبة، وجد الرئيس فلاديمير بوتين نفسه بطلًا لمشهدٍ غير متوقّع: سلة مخبوزات، فنجان شاي، وحكاية بدأت بسؤال عن الضرائب وانتهت بتبادل الهدايا.
خلال جلسة “الخط المباشر” السنوية، التي يوجّه فيها المواطنون أسئلتهم مباشرة إلى رئيس الدولة، طرح صاحب مخبز محلي يُدعى “ماشينكا” سؤالًا عن تعديلات قانون الضرائب وتأثيرها على المشروعات الصغيرة. لكن السؤال لم يخلُ من دعابة؛ إذ سأل بوتين عمّا إذا كان قد تذوّق كعكات المخبز الشهيرة، ولمّح إلى إمكانية دعوته لتناول شيءٍ منها.
بعد وقتٍ قصير، تحوّلت المزحة إلى واقع. الرئيس الروسي تلقّى سلة مخبوزات من المخبز، وتذوّقها مع الشاي أمام الكاميرات، قبل أن يوجّه شكره العلني لصاحب المخبز، مهنئًا إياه بالعام الجديد ومتمنيًا له “كل التوفيق”.
الرد لم يتأخر. فقد أرسل بوتين بدوره سلة محمّلة بالهدايا والحلويات إلى صاحب المخبز، في مشهد تبادل رمزي بدا وكأنه رسالة سياسية مغلّفة بطعم السكّر: الدولة تسمع، والرئيس قريب، حتى حين يتعلّق الأمر بقوانين الضرائب.
في بلدٍ تُدار فيه السياسة بلغة الأرقام والقوة، بدت هذه التفاصيل الصغيرة جزءًا من خطابٍ أوسع يسعى الكرملين من خلاله إلى إظهار رئيسه بوصفه قريبًا من هموم الناس اليومية، وقادرًا على تحويل سؤال اقتصادي جاف إلى قصة إنسانية سهلة التداول على الشاشات ووسائل التواصل.
بين كعكة محلية وسلة هدايا رئاسية، تكشف الحكاية كيف يمكن للسلطة أن تُعيد صياغة صورتها عبر لحظات بسيطة، تُختصر فيها العلاقة بين المواطن والرئيس في ابتسامة، وفنجان شاي، ولقطة مدروسة بعناية.
