شرطي بلا بشَر: كيف أدخلت الصين الذكاء الاصطناعي إلى قلب الشارع؟

هانغتشو، الغد السوداني- في مشهد يبدو أقرب إلى الخيال العلمي، دشّنت الصين أول شرطي مرور يعمل بالذكاء الاصطناعي في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ، في خطوة جديدة تعكس تسارع اعتماد بكين على التقنيات الذكية لإدارة المدن. الروبوت، الذي يحمل اسم «هانغشينغ رقم 1»، ليس مجرد آلة للمراقبة، بل نظام ذكي قادر على اتخاذ قرارات مرورية لحظية، ورصد المخالفات، والتفاعل مع الواقع المتغير للطرق.

 

ماذا يفعل «هانغشينغ رقم 1»؟

بحسب السلطات المحلية، يستطيع الروبوت تنفيذ مهام التحكم المروري القياسية بالاستناد إلى إشارات المرور، مع قدرة متقدمة على الكشف الفوري عن المخالفات التي ترتكبها المركبات غير الآلية. ويعتمد في ذلك على تقنيات التعرف البصري والتحليل الذكي للصور، ما يتيح له قراءة المشهد المروري لحظة بلحظة، وتحديد المخالفات بدقة، ثم معالجتها ضمن منظومة رقمية متكاملة.

 

لماذا هانغتشو؟

اختيار هانغتشو ليس صدفة. المدينة تُعد أحد مختبرات الصين المفتوحة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وموطناً لشركات تكنولوجية كبرى. ويأتي نشر «هانغشينغ رقم 1» ضمن رؤية أوسع لتحويل المدن الصينية إلى مدن ذكية تُدار بالخوارزميات، وتُخفف العبء عن العنصر البشري، وترفع كفاءة السلامة المرورية.

 

بين الكفاءة والجدل

رغم الإشادة بقدرة الذكاء الاصطناعي على تقليل الأخطاء البشرية وتسريع الاستجابة للحوادث، يفتح المشروع نقاشاً متجدداً حول الخصوصية ومستقبل الوظائف. فهل يُعيد الشرطي الآلي تعريف مفهوم السلطة في الشارع؟ وهل تُدار المدينة مستقبلاً عبر الكود بدل البشر؟

 

ما الذي يعنيه هذا للعالم؟

تجربة الصين قد تُشكّل نموذجاً يُحتذى، خاصة في المدن المكتظة التي تعاني من اختناقات مرورية مزمنة. وفي حال أثبت «هانغشينغ رقم 1» فعاليته، فقد نشهد انتقالاً تدريجياً لإدارة المرور من الإشارات التقليدية إلى أنظمة ذكية قادرة على التنبؤ والتكيّف.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.