
في ذكرى ثورة ديسمبر.. الصحفيون السودانيون يطالبون بوقف إطلاق النار فوراً
الغد السوداني _ متابعات
طالبت نقابة الصحفيين السودانيين القوى المدنية الديمقراطية بكل ألوانها، بالخروج مما وصفته بحالة التشرذم والتراجع، وبتجاوز الخلافات الثانوية، وتوحيد خطابها واستعادة زمام المبادرة، وقيادة حركة ضغط شعبية وسياسية عارمة لإنهاء الحرب وإعادة البلاد إلى مسار التحول الديمقراطي.
وقالت نقابة الصحفيين السودانيين في بيان ، السبت، بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر: “في ظل الظروف الكارثية التي تمر بها البلاد، إذ تتسع رقعة الحرب المدمرة، وتتفاقم الأزمة الإنسانية بتشريد الملايين من النازحين واللاجئين، وتنتشر انتهاكات حقوق الإنسان والدمار بشكل غير مسبوق – لا سيما بعد التطورات الأخيرة في الفاشر وكردفان – فإن أرواح شهداء ديسمبر وأحلامهم تتعرض لخطر كبير”.
و اضافت: “إن ثورة ديسمبر كانت تتويجًا لنضال طويل ضد الظلم والاستبداد، وكانت تحمل في جوهرها حلم بناء دولة المواطنة المتساوية، دولة المدنية والديمقراطية التي تسع الجميع. واليوم، يهدد واقع الحرب والانقسام وغياب الرؤية السياسية الموحدة، ذلك الحلم العظيم، بل ويهدد وجود السودان نفسه”.
وتابعت النقابة بحسب البيان: “نندد بشدة بتوسع رقعة الحرب، وما تلحقه من دمار ممنهج للبنى التحتية، وتهجير قسري للمواطنين، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تمس كرامة الشعب السوداني، ونعبر عن بالغ القلق تجاه تدهور الوضع الإنساني المروع حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والدواء والمأوى، ونناشد كافة المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، وكافة الدول الصديقة، مضاعفة جهودها لتقديم المساعدات العاجلة عبر كل الممرات الآمنة”.
واردفت: “نؤكد أن الحل العسكري هو طريق مسدود، وأن استمراره لا ينتج سوى مزيد من الخراب والضحايا وتقويض أسس الدولة. إن الطريق الوحيد لإنقاذ السودان هو وقف إطلاق النار فوراً وبلا شروط، وبدء عملية سياسية شاملة وجادة”، على حد تعبيره.
وناشد البيان كل القوى الإقليمية والدولية التي تتدخل في شؤون السودان، أن تكف عن تأجيج الصراع وتغذيته، وأن تتحول إلى عوامل داعمة للسلام، محترمة إرادة الشعب السوداني في تقرير مصيره وبناء دولته.
ووجه البيان رسالة إلى الصحفيين السودانيين، قال فيها: “في خضم هذه العاصفة، يقع على عاتقنا واجب مهني وإنساني ووطني جسيم. واجب نقل الحقيقة مهما كانت مريرة، وتسليط الضوء على معاناة الناس، ومحاسبة كل من يساهم في استمرار هذه المأساة. واجب مقاومة خطاب الكراهية والعنصرية الذي يفتت النسيج الوطني، والتمسك بلغة الوحدة والإنسانية. حافظوا على رسالتكم، وكونوا صوت الضمير والصمود”.
وختمت البيان: “إن ذكرى ثورة ديسمبر ليست مجرد استذكار للماضي، بل هي بوصلة للحاضر والمستقبل. إنها تذكرنا بأن القوة الحقيقية تكمن في وحدتكم وإرادتكم. ولن نتوقف عن المطالبة بحقوقكم في الحياة والسلام والحرية”.
