ضغوط أميركية متصاعدة لإنهاء حرب السودان وتوقعات بـ «إجراءات حاسمة»

الغد السوداني _ متابعات

كشفت مصادر دبلوماسية عن توجه الإدارة الأمريكية لاتخاذ “إجراءات حاسمة” لإنهاء الحرب في السودان قبل نهاية العام الحالي، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء العمل لوقف النزاع، استجابة لطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالتدخل المباشر.

وأكد مسؤول في الاتحاد الأفريقي ودبلوماسي غربي لـ “سودان تربيون”، وجود تحركات أميركية مكثفة تجري حالياً، تستند إلى مقترح لوقف الحرب يتضمن خارطة طريق عبر ثلاث مسارات متوازية.

تفاصيل المقترح الأميركي

 وفقاً للمصادر وما نقلته قناة “العربية”، تستند الخطة الأميركية إلى خارطة طريق تشمل ثلاث مسارات رئيسية: عسكرية، وإنسانية، وسياسية.

وتهدف الخطة في شقها الإنساني إلى فتح المجال لعملية واسعة تضمن تدفق المساعدات واستئناف الخدمات في كافة أنحاء البلاد، بالتزامن مع تشكيل لجنة دولية للإشراف على وقف إطلاق النار، ووضع آليات مراقبة ميدانية لتأمين المسارات وحماية المدنيين لضمان عودتهم الآمنة.

أما على الصعيدين السياسي والعسكري، فينص المقترح على إطلاق عملية سياسية تقودها القوى المدنية – باستثناء عناصر النظام القديم والإسلاميين – لمناقشة قضايا الانتقال، تبدأ بموافقة الطرفين على هدنة تمهد لإنهاء الحرب. وتشترط الخطة إجراء إصلاح عسكري شامل يقضي بإخراج عناصر “جماعة الإخوان” من الجيش والأجهزة الأمنية، ودمج المجموعات المسلحة وتفكيك الفصائل المقاتلة المساندة للطرفين، وصولاً إلى جيش مهني موحد ومؤسسات أمنية خاضعة لسلطة مدنية.

تلويح بالعقوبات والسيناريو السوري

شبّه الدبلوماسي الغربي الذي تحدث لسودان تربيون الإجراءات الأميركية المتوقعة بـ “تلك التي اتُخذت تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.

ولم يستبعد المصدر أن تلجأ واشنطن إلى فرض مزيد من القيود، وتجميد الأصول، وفرض عقوبات فورية على الأفراد والدوائر الداخلية المرتبطة بالحرب.

كما كشف الدبلوماسي عن إعداد ملف متكامل للمحاسبة يطال المتورطين في ارتكاب الفظائع، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في دارفور.

موقف الجيش والمفاوضات

وفيما يتعلق بسير المفاوضات، نفى الدبلوماسي وجود “ورقة ثانية” قُدمت للجيش السوداني بخصوص وقف إطلاق النار.

وأوضح أن الورقة التي أشار إليها قائد الجيش مؤخراً كانت رداً من فريق العمل الموجود في القاهرة المعني بتنسيق الحوار، مؤكداً أن قائد الجيش “تفهم مؤخراً كل شيء”.

يُشار إلى أن مجلس الأمن والدفاع السوداني كان كلف لجنة للرد على مخرجات لقاءات واشنطن ومقترح الهدنة الذي قدمته “الرباعية”.

وتم تسليم الرد باسم القوات المسلحة والقوة المشتركة إلى فريق عمل مبعوث الرئيس الأمريكي، مسعد بولس.

مخاوف “الكيميائي” والتدخل الدولي

في سياق متصل، أثارت تقارير حول استخدام أسلحة كيميائية قلقاً دولياً متزايداً.

وقال القيادي بتحالف القوى الديمقراطية المدنية (صمود)، شهاب إبراهيم، إن المجتمع الدولي مهتم بملف السلاح الكيميائي، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن 1591 الخاص بحظر الأسلحة في دارفور لا يزال سارياً، وتوقع تعميمه ليشمل كافة السودان، مشبهاً الوضع بما حدث في سوريا.

من جانبه، حذر الخبير في القانون الدولي، حاتم السنهوري، من أن استخدام أسلحة مثل الخردل والكلور يُعد جريمة دولية.

وتوقع إرسال بعثة تقصٍّ من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، محذراً من أن رفض حكومة بورتسودان استقبالها قد يعرضها لعقوبات تحت الفصل السابع، قد تصل إلى التدخل العسكري الأممي.

تنسيق لوقف الدعم الخارجي

وأكد مسؤول الاتحاد الأفريقي وجود تنسيق للمواقف الإقليمية والدولية لتوحيد الإرادة تجاه “منع الدعم العسكري أو السياسي الخارجي الذي يغذي استمرار القتال”.

وفي هذا الإطار، عقد المبعوث الأمريكي مسعد بولس اجتماعات الأسبوع الماضي مع مسؤولين في دولة الإمارات، التي تتهمها الحكومة السودانية بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبو ظبي.
“نقلاً عن سودان تربيون”

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.