تراجع مخيف في ريال مدريد: ما الذي انكسر داخل مدريد تشابي؟

الغد السوداني _ وكالات

دخل ريال مدريد الإسباني فترة من النتائج السلبية، كانت ستبدو اعتيادية لولا الضجيج المصاحب لها، وهناك شيء ما يبدو أنه انكسر داخل منظومة المدرب تشابي ألونسو، فالفريق يتراجع بشكل واضح، وبعض اللاعبين يظهرون عدم ارتياح لطريقة عمل المدرب، والإشارات القادمة من غرفة الملابس ليست مطمئنة، وكأن الشرارة الأولى التي بدأت بها الموسم قد انطفأت قبل نهايته بكثير.

وأشارت صحيفة “ماركا” إلى أن الريال الذي قدّم كرة واعدة في الأسابيع الأولى اختفى تماماً مع نهاية نوفمبر، لا ضغط عالٍ خانق كما وُعد، ولا أسلوب سريع ومباشر كما روّج له المدرب الجديد، وأمام إلتشي، حاول تشابي قلب المعادلة بتغيير الرسم واللاعبين، لكن المحصلة كانت تكرار النسخة ذاتها، فريق مسطّح، بلا أفكار، وتحت رحمة تألق رجال مدرب إلتشي، سارابيا، في فترات طويلة من اللقاء.

ومن بين أبرز المشاهد كانت ثنائية كيليان مبابي مع إينيكي بينيا، حيث قدّم حارس إلتشي مباراة خارقة، حرم خلالها الفرنسي من فرصتين مؤكدتين في الشوط الأول، وفرص لا يتوقع أحد أن يهدرها مبابي، لكن بينيا، الذي اعتاد إيقافه عندما كان في برشلونة، واصل هوايته المفضلة، وعزّز الحارس هذا الأداء بتصريح راقٍ حين اعتبر الهدف الثاني المثير للجدل جزءًا من اللعبة، في لقطة نادرة يصفق فيها لاعب لقرار الحكم.

علامات اضطراب وأداء يتراجع رغم محاولات الإنقاذ

ورغم أن تشابي ألونسو يمنح رودريجو فرصاً متتالية، إلا أن البرازيلي لم يعد يقدّم شيئاً يبرر هذا الإصرار بفرصة جديدة ضاعت في إلتشي، وسجل تهديفي خالٍ منذ فبراير، وأداء باهت سواء بدأ أساسياً أو نزل من الدكة، وانحدار غير مفهوم للاعب كان قبل فترة قصيرة من بين الأفضل في العالم.

وسط الفوضى، قدّم فران جارسيا واحدة من الإشارات الإيجابية القليلة، وألونسو منحه حرية هجومية أكبر على الجهة اليسرى، فاستعاد اللاعب جزءاً من النسخة التي تألّقت في كأس العالم للأندية من خلال تحرّك، ضغط، وصنع تهديداً حقيقياً على مرمى إلتشي، ورغم استبداله مع تقدم فريقه 1-0، فإن فران ليس من بين من يستحقون الانتقاد هذه المرة.

مرة أخرى، فرض ترينت ألكسندر أرنولد نفسه كقائد مطلق للكرات الثابتة، ينفّذ كل شيء، الركلات الحرة، الركنيات من الجهتين، التمريرات الطويلة الدقيقة، ولم يكن غريباً أن يأتي هدفي هويسين (1-1) وبيلينجهام (2-2) من لمساته الساحرة، لكن تأثيره كظهير يبقى أقل بكثير مما يقدمه فالفيردي في نفس المركز، وهو تناقض يضع المدرب أمام سؤال تكتيكي كبير.

ما قاله كورتوا عن سارابيا لم يكن مجاملة، “إيدر واحد من أفضل المدربين”، هكذا وصفه الحارس، وإذا كان الموسم المميز لإلتشي لم يكن كافياً لإثبات ذلك، فإن مباراة ريال مدريد جاءت لتؤكده، فريق شجاع، لا يرضى بالدفاع أو اللعب على التعادل، يهاجم في الدقيقة 80 وأمام خصم بحجم ريال مدريد، وسجّلوا 2-1، وكادوا يفوزون لولا ركلة ثابتة أخرى.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.