الاتحاد الأفريقي يتمسك بقيادة السلام، وينسق مع الأمم المتحدة لحل أزمة السودان

الغد السوداني _ متابعات

شدد مفوض السلم والأمن الأفريقي، بانكولي أديوي، على أن الاتحاد الأفريقي يجب أن يكون القاطرة التي تقود عملية السلام في السودان، مؤكداً أن الحلول المستدامة للأزمة يجب أن تنبع من مبدأ “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية”.

وفي إطار تعزيز شرعية تحركاته، كشف المفوض عن تنسيق رفيع المستوى ومستمر بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، ممثلة في مبعوث الأمين العام للسودان رمطان لعمامرة، لتوحيد المنابر والمبادرات وتجنب تعدد المسارات.

وتحظى هذه الجهود الأفريقية-الأممية المشتركة بدعم سياسي وفني من الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن في أكثر من مناسبة تأييده للمقاربة الأفريقية لإنهاء الحرب، داعياً إلى “توحيد الجهود الدولية خلف المنظمة القارية والأمم المتحدة”.

وتأتي هذه التحركات استناداً إلى القرارات الصادرة عن مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي رسمت خارطة طريق لإنهاء النزاع، وتضمنت تشكيل آليات رفيعة المستوى للتواصل مع الأطراف المتحاربة والقوى المدنية لضمان عملية سياسية شاملة.

وتواجه رغبة الاتحاد الأفريقي في تصدر المشهد، تحديات تتمثل في وجود مبادرات دولية موازية، أبرزها “الآلية الرباعية” التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وتضم المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة.

وتصطدم هذه الآلية بعقبات دبلوماسية، حيث تبدي الحكومة السودانية تحفظات معلنة وشديدة على مشاركة دولة الإمارات في أي تسوية أو وساطة، متهمة إياها بالانحياز وعدم الحياد ودعم قوات الدعم السريع، وهو ما يعقد عمل الآلية الرباعية.

وخلال مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء في أديس أبابا بمناسبة إطلاق “مجلة الاتحاد الأفريقي حول إعادة الإعمار”، أوضح أديوي موقف الاتحاد الحازم تجاه التدخلات، قائلاً: “فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية، نحن لا نسمح لمن يحاول تأجيج الصراع، وندين جميع أشكال التدخل في السودان”.

وجزم المفوض بأهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ومنح الفرصة للفاعلين السياسيين لإطلاق حوار وطني، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة عدم الإفلات من العقاب وتقديم الجناة في الانتهاكات الجسيمة إلى العدالة.

وأعلن بانكولي تأييد الاتحاد الأفريقي الكامل لإجراء تحقيقات للانتهاكات التي جرت في دارفور، بالتنسيق مع اللجنة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب. وتقديم المتورطين للمحاسبة والمساءلة.

وتزامنت تصريحات أديوي مع انتقادات توجهها قوى سياسية ومدنية سودانية للاتحاد الأفريقي بسبب ما تصفه بـ “بطء” استجابته للأزمة، رغم الحراك الأخير لمجلس السلم والأمن وقراره بعقد قمة رئاسية مرتقبة حول الوضع في السودان.

وعلى صعيد آخر، أشار بانكولي إلى أن مكافحة الإرهاب لا تزال على رأس أولويات المنظمة القارية، مشدداً على ضرورة منع الصراعات ودعم الدول في بناء قدراتها الأمنية للدفاع عن سيادتها _ بحسب ما اوردته “سودان تربيون”.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.