ضبابية التوقعات.. هل يستضيف السودان قادة حماس؟
على بياض
لا يزال المواطن السوداني مقيدًا بتبعات الحرب التي استنزفت موارده وطاقاته، وشردت ملايين المواطنين بين لاجئين ونازحين، دون عمل أو مصدر رزق. لقد أصبحت البلاد تعيش حالة من الضبابية، وسط توقعات باستمرار الحرب لسنوات قادمة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة السودان واستقراره.
تشير معظم التوقعات من المراقبين والمتابعين إلى فشل الجهود المحلية والإقليمية والدولية في حل الأزمة، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة والعالم بأسره، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
هذه الفرضية تقوم على تصور بأن هناك محاولات دولية لزج السودان في الصراعات القائمة في الشرق الأوسط، رغم الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد حاليًا من عدم استقرار أمني وسياسي واقتصادي. وقد ظهرت شواهد تشير إلى احتمالية استضافة السودان لحركة حماس، وهو ما نفته وزارة الخارجية السودانية. هذا الأمر، وما تبعه من تقارير حول منع الإدارة الأمريكية للسفن السودانية من دخول موانئها، يزيد من الشكوك حول وجود مؤامرات دولية تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للسودان، ما يجعل احتمال استمرار الحرب قائمًا بكل المقاييس.
ما يغيب عن وعي الشعب السوداني هو أن الجهود الدولية المبذولة لوقف الحرب ليست إلا تمهيدًا لاستمرارها، بهدف فرض مزيد من التدخلات والإملاءات. لذلك، يجب أن نفكر بجدية في الداخل حول كيفية لملمة الجراح والتوصل إلى توافق وطني يحفظ البلاد ويعيد للمواطن كرامته، ويخفف من معاناته. لن يتحقق ذلك ما لم تتنازل جميع الأطراف عن مواقفها لصالح أربعين مليون سوداني يعيشون أوضاعًا معيشية وإنسانية قاسية، يعاني الكثير منهم الفاقة، ويعيش معظمهم تحت الاضطهاد سواء داخل السودان أو خارجه.
ولكي نقطع الطريق أمام هذه المؤامرات الدولية، علينا أن نتحد في قرارنا ومصيرنا، وأن ننظر إلى المستقبل بدلًا من الاستمرار في البكاء على الماضي. هذا هو بالضبط ما يسعى إليه المتربصون: أن نظل منشغلين بالماضي حتى تتحقق مخططاتهم ضد السودان.
في النهاية، المهم أن نواصل التفكير بطريقة مختلفة عن الآخرين، من أجل الوطن الذي تهون في سبيله كل الصعاب. فالاتهامات والمؤتمرات واللقاءات لم تعد تجدي نفعًا، وقد اتضح بعد عام ونصف من الدمار والخراب أن القوى الدولية تسعى إلى مزيد من الانهيار للدولة السودانية.
اللهم اشهد، فقد بلغت!