قرن شطة لـ(الغد السوداني): الحرب عطّلت النشاط الكروي لكن السودان أثبت قدرته على المنافسة قارياً

الغد السوداني ـ سهام صالح

يعد عبد المنعم مصطفى الشهير بـ”قرن شطة” اللاعب الدولي الأسبق والمدرب والخبير الفني بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) ضمن أفضل 50 لاعب سوداني في التاريخ، فضلاً عن نجاحه الكبير في تجربة الاحتراف بدولة مصر، إذ يعتبر من أوائل اللاعبين السودانيين الذين احترفوا كرة القدم خارج البلاد، وقد حقق إنجازات لافتة مع النادي الأهلي المصري رفقة الجيل الذهبي بقيادة الخطيب ومصطفى عبده وحسن حمدي وغيرهم من كبار النجوم.
قاد “قرن شطة” فريق القرن للتتويج بلقب الدوري المصري خمس مرات، وثلاثة ألقاب لكأس مصر، كما كان ضمن الفريق الذي حقق أول لقب إفريقي للأهلي في دوري الأبطال عام 1982.

وعبد المنعم مصطفى من مواليد يوليو 1953 بمنطقة “حلة حمد” بالسودان، ودرس في الخرطوم، وتخرج في كلية الهندسة، وبدأ مشواره الرياضي في لعبة الجمباز قبل أن ينتقل إلى كرة القدم في فريق حلة حمد بالدرجة الثانية وهو في سن الخامسة عشرة.
وفي موسم 1982-1983 أعلن “قرن شطة” الاعتزال ليبدأ مشوار التدريب في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، ووصل لمنصب المدرب العام مع الإنجليزي آلان هاريس في موسم 1993-1994، ولموسمين حقق فيهما الأهلي لقبين للدوري ولقباً لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس.
انتقل “شطة” لاحقاً للعمل في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وترقى في المناصب حتى شغل منصب مدير اللجنة الفنية والتطوير بالكاف.

“قرن شطة” حل ضيفاً على (الغد السوداني) في هذا الحوار المتنوع.

السودان تأهل إلى النهائيات عن جدارة واستحقاق

كيف تقيّم مستوى كرة القدم السودانية في السنوات الأخيرة؟
التقييم في الظروف الحالية التي يمر بها السودان يعتبر ظالماً، نظراً لعدم وجود نشاط رياضي داخل البلاد بسبب الحرب، إلى جانب أداء الأندية لمبارياتها الأفريقية خارج السودان، مما يشكل عبئاً على الرياضة نتيجة عدم الاستقرار وتواجد اللاعبين لعامين كاملين خارج منازلهم وديارهم.
وعلى رغم تداعيات الحرب، نجح المنتخب السوداني في تحقيق نتائج لافتة في تصفيات كأس العالم وبطولة الأمم الأفريقية، إضافة إلى إنجاز تأهل صقور الجديان لنهائيات أمم أفريقيا بالمغرب، وكذلك مشاركة الرباعي الأفريقي في دوري الأبطال ومسابقة الكونفدرالية.

إنجازات رغم الحرب

رغم ظروف الحرب، استطاعت بعض الأندية والمنتخبات تحقيق نتائج إيجابية.. كيف تفسر ذلك؟
السودان تأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا عن جدارة واستحقاق، وهذا جهد يشكر عليه اللاعبون والجهاز الفني، ويعتبر هذا الإنجاز الأفضل لمنتخب السودان، كما أن صقور الجديان كانوا الأقرب إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم لولا الظروف التي مر بها المنتخب في الفترة الأخيرة.

تجربة الحرب صقلت اللاعب السوداني

ما أبرز نقاط القوة والضعف في كرة القدم السودانية حالياً؟
مرتبطة بطرق التدريب وتأهيل اللاعب منذ الصغر واحتكاكه القوي. السودان من الدول الأفريقية القليلة التي لا تملك محترفين في الخارج، على رغم أن اللاعب السوداني مرغوب، لكن سلوكيات اللاعبين وثقافتهم لم تخلق الإحساس بالاحتراف الخارجي.
غير أن تجربة الحرب أسهمت في صقل اللاعبين السودانيين خصوصاً في ظل تواجدهم خارج البلاد لفترة طويلة، وهي ميزة تمنحهم قوة ونضجاً ذهنياً، فضلاً عن اكتساب لغات وثقافات جديدة ستعينهم مستقبلاً.

مستقبل الكرة السودانية

كيف ترى مستقبل الكرة السودانية في ظل الأوضاع الراهنة؟
المستقبل ما زال صعباً، ولا أستطيع التكهن بما سيحدث. عموماً نتمنى أن تكون العودة سريعة بعد استقرار البلاد، وأعتقد أن تجربة تواجد اللاعبين السودانيين في الخارج ستكسبهم فكراً مختلفاً وثقافة جديدة تسهم في نجاح تجربة الاحتراف الخارجي وتعلم أساليب الكرة الحديثة، حتى تكون لدينا أندية ومنتخبات قوية تنافس قارياً.

غياب البنية التحتية عقبة كبرى

إلى أي مدى تسهم البنية التحتية من ملاعب وأكاديميات في تطور اللعبة بالسودان؟
بدون بنية تحتية من ملاعب ومدربين واتحادات وإداريين، واستادات بمواصفات عالمية، لا يمكننا منافسة الأندية والمنتخبات في القارة السمراء. البنية التحتية في السودان متدنية ولا تليق بتاريخ البلاد الرياضي.

المدرب السوداني مميز لكنه يحتاج للانفتاح

ما الفوارق التي تلاحظها في أساليب التدريب لدى المدربين السودانيين؟
المدرب السوداني مميز ولديه ثقافة مختلفة، لكنه يحتاج إلى خوض تجارب خارج البلاد لاكتساب خبرات جديدة، إلى جانب الحصول على كورسات متقدمة ونيل الرخص الدولية من أجل التطوير.

الاستقرار السياسي والاقتصادي أساس النجاح

كيف تؤثر الأوضاع الاقتصادية والسياسية على مسار كرة القدم في السودان؟
بدون استقرار اقتصادي أو سياسي لن يكون هناك تطور لكرة القدم السودانية، بسبب عدم انتظام المنافسات المحلية وغياب الموارد المالية لتأهيل البنية التحتية وتوفير أموال المعسكرات والسفر والتعاقدات.
كرة القدم تحتاج إلى أموال طائلة من أجل تحقيق النجاحات والإنجازات.

الإعلام الرياضي شريك في التطوير

ما تقييمك لدور الإعلام الرياضي السوداني في دعم وتطوير اللعبة؟
دور الإعلام مهم للغاية في تطوير كرة القدم عبر النقد البناء وتسليط الضوء على النشاط الرياضي وتحفيز اللاعبين. لكن توقف النشاط داخل السودان حدّ من فاعليته، إذ انحصرت التغطيات في المشاركات القارية والمنتخب الوطني، وغابت الاستمرارية.
وأرى أن هناك تقصيراً في دعم مسيرة المنتخب ببطولة أمم أفريقيا للمحليين، ويعود ذلك لغياب الصحفيين داخل البلاد.

نصيحة للجيل الجديد

ما النصائح التي تود توجيهها للجيل الجديد من اللاعبين السودانيين؟
لكي يتطور اللاعب السوداني ينبغي أن تكون لديه ثقافة رياضية وتعليم متقدم وطموح كبير وإرادة قوية ورغبة في الاحتراف الخارجي واللعب في محافل دولية.

ضرورة الاستفادة من الخبرات الخارجية

هل ترى أن هناك إمكانية حقيقية للاستفادة من خبرات خارجية لتطوير كرة القدم السودانية؟
بدون خبرات خارجية لن تتطور كرة القدم، لذلك يجب الاستعانة بكل الكوادر التي لديها تجربة كبيرة في الدوريات الخارجية بالدول العربية والأفريقية والأوروبية، خصوصاً المدربين واللاعبين والإداريين والإعلاميين. لدينا كوادر مميزة اكتسبت تجارب ناجحة مع مدربين أجانب في الخليج ومصر وبعض الدول الأخرى، ويجب الاستفادة منها لبناء جيل جديد من الكوادر السودانية المؤهلة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.