
شمل البراء بن مالك والمشتركة.. مقترح للحوار بين المناهضين للحرب والمقاتلين على الأرض
الغد السوداني _ متابعات
اقترح مدافعون حقوقيون ونشطاء سياسيون إجراء حوارات بين الشبان المؤيدين للديمقراطية والسلام في السودان مع المجموعات الشبابية المنخرطة في النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع.
وقال عضو حملة أصوات السلام والصحفي والمدافع الحقوقي خالد أحمد، خلال جلسة حوارية ضمن حملة أصوات السلام من المركز الأفريقي للسلام والعدالة ، إنه لا يوجد ما يمنع الحوار بين الشباب المؤيدين للسلام ووقف الحرب والديمقراطية مع الشبان الذين يحملون السلاح في المجموعات المتحالفة مع الجيش أو قوات الدعم السريع.
وتابع: “أنا أتحدث عن حوار بين الشباب المنخرطين في حملات السلام في السودان مع الشباب المسلحين في كتيبة البراء بن مالك أو القوة المشتركة، لأن السلام يجب أن لا يستثني أي طرف”.
المدافع الحقوقي والمحامي محمد أزهري تحدث خلال الجلسة الحوارية عن وجود “دستوريين” في السودان بين الحكومة القائمة في بورتسودان و”حكومة تأسيس” في نيالا، لذلك فإن أي فرص جديدة للسلام لن تكون كالاتفاقات السابقة التي مرت على السودان عقب الثورات أو النزاعات المسلحة.
كما تطرق أزهري إلى ضرورة إشراك الشباب ضمن الهياكل المنخرطة في بناء السلام حتى يكون لهم صوت في مرحلة ما بعد الحرب، مشيرًا إلى أن الحرب قضت على المؤسسات العامة ولم تعد هناك فرصة للإصلاح بقدر ما أن هناك حاجة ملحة لإعادة بنائها من جديد.
وأضاف: “في اعتقادي لم تعد هناك أي مساحة مناورة لترحيل القضايا الدستورية حال التوقيع على اتفاق السلام ووقف الحرب بين الجيش والدعم السريع كما كان يحدث في السابق، وستُطرح القضايا بشكل كامل، لذلك من الأفضل الاستعداد من الوقت الراهن لقضية العدالة الانتقالية ووضع الملفات ضمن الحوارات البناءة مهما كانت صعوبتها، لأنها قضايا مصيرية تخص المجتمعات”.
ورهن أزهري نجاح الانتقال بإنجاز ملف العدالة الانتقالية، موضحًا أن القضايا الدستورية: هل ستطرح خلال الانتقال أم تُحسم مسبقًا؟ هذه الأسئلة بارزة وتحتاج إلى أجوبة، يؤكد أزهري.
وزاد قائلًا: “هل يمكن أن تكون العدالة الانتقالية آلية لفض النزاع في السودان؟ وهل تناقش القضايا التي تخص الشعب السوداني بأكمله؟”.
ولفت أزهري إلى أن توسع نطاق الانتهاكات ضاعف من تعقيد الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن القضاء الداخلي غير قادر على استيعاب الانتهاكات والجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة مع الجانبين.
ورأى أن هناك أوقاتًا لانصراف المهتمين بالعدالة الانتقالية لتحقيقها على الأرض بطرق سليمة، والتفكير الجاد في خلق آلياتها وفق واقع سياسي واجتماعي وثقافي.
بينما انتقد المدافع الحقوقي والمحامي شوقي يعقوب غياب هياكل أو أُطر لإبراز أصوات الشباب وتفاعلهم مع الأزمة السودانية، وقال إن هناك بلدانًا غير مهتمة بالديمقراطية لديها هياكل شبابية مثل دول شرق أفريقيا.
وشدد يعقوب خلال مداخلته في الجلسة الحوارية لحملة أصوات السلام على ضرورة إيجاد موطئ قدم للأصوات الشبابية والفتيات والنساء ضمن الحراك الذي يعمل على وقف الحرب وتحقيق السلام.
وقال شوقي يعقوب إن الساحة السودانية تعاني من غياب إشراك الشباب في القضايا الوطنية، مشيرًا إلى أهمية تكوين الهياكل الشبابية في الدساتير حتى تؤسس لعملية المشاركة السياسية للشباب.
بينما استدلت الخبيرة في التنمية وأبحاث السلام هنادي المكي على الأدوات والمعينات التي تساعد على نشر ثقافة السلام مع مراعاة خصوصيات وثقافة المجتمعات السودانية.
ورأت هنادي المكي أن السلام يتوقف على شكل الوضع الأمني والمؤسسات العسكرية ورغبة القوى المدنية والسياسية في التحول الديمقراطي والعمل بشكل جماعي على نجاح الانتقال، وقالت إن الشباب لا يبحثون عن تسوية شكلية، بل يريدون صنع سلام حقيقي وبناء الدولة ومعالجة جذور الحرب.
ووصفت هنادي المكي التحديات بالهائلة، وقالت إنه يمكن التغلب عليها بالإرادة والإصرار على صنع سلام يسع جميع السودانيين، وشددت على ضرورة تحويل الأفكار إلى وقائع على الأرض.
أما الناشطة في مجال القضايا النسوية عائشة عبد العزيز فتطرقت إلى الآثار التي خلفتها حرب السودان، معبرة عن قلقها من طمس الأدلة التي تقود إلى تحقيق العدالة للمجتمعات المتضررة من الحرب سواء الانتهاكات المباشرة أو غير المباشرة.
كما رسمت المدافعة عن قضايا النساء عائشة عبد العزيز، التي تحدثت خلال الجلسة الحوارية اليوم السبت في العاصمة الأوغندية كمبالا، صورة قاتمة عن وضع التعليم في السودان، وقالت إن المدارس والجامعات السودانية بحاجة إلى خطط طارئة لإعادة ملايين الأطفال والشباب إلى مسار التعليم.
وأضافت: “أدت الحرب في السودان إلى توسع نسبة البطالة وسط الشباب وأدت إلى ظهور تحديات اقتصادية هائلة في السودان”.
كما نوهت عائشة عبد العزيز إلى تزايد الأمراض المزمنة وسط الشباب في الفئات التي تتراوح أعمارها بين 15 إلى 30 عامًا، وحدوث وفيات نتيجة الضغوط النفسية والجسدية بسبب حرب السودان.
“نقلاً عن موقع الترا سودان”