د. أحمد خضر يكتب.. “هل أذن الإسلامويين في مالطة!”
استوقفتني حديث للمفكر الإسلامي عبد الصبور شاهين في ندوة يبدو انها في الربع الأخير من القرن الماضي.
وحدثنا كيف انه طبق عمليا المثل القائل (أذن في مالطا) وعن خشيته ان تؤذن الحركات الإسلامية في مالطا وان عليها الا تتحول لمصطلحات وشعارات جوفاء وان عليهم التركيز على المحتوى وعلى ما يوحد المجتمع على التحديات الخارجية .
وبعد ١٥ عام من رحيل عبدالصبور شاهين نقول له طيب الله ثراك وليتهم استمعو لك.
تجارب الإسلامويين في الشرق الأوسط تشافى منها اغلب الدول باستثناء دول محدودة تأثرت لكن الأثر الأكبر كان في السودان.
الحركة الاسلاميه في السودان السبب المباشر لهذه الحرب التي تنتصف سنتها الثالثة بحكومتين غير شرعيتين نتاج مباشر لممانعة التغيير والصراع حول السلطة والثروة من قبل عساكر ادمنو السلطة والثروة وزعماء مليشيات بعضها مشرعن وبعضها انتزع وضعه بالسلاح والمواطن بين نازح وأسير وجائع لا حول لهم ولا قوة.
إنهم يا دكتور عبدالصبور شاهين لم (يؤذنوا في مالطة)فقط، بل هم من أذنو في القبلية والجهوية والعنصرية وتبنو خطاب اسلمة وتعريب الجنوب وقياداتهم كانو يوظفون الصحف لخطاب ان أهل الجنوب لا يشبهوننا.
قبل فصل الجنوب قامت حرب دارفور بعد تداول قيادات إسلامية للكتاب الأسود وكيف ان الإنقاذ الاسلاموية تبنت خطاب دولة البحر والنهر وانقلبت قيادات اسلاموية أمثال خليل وبولاد على السلطة والحزب باشتعال حرب دارفور.
وبدلا من ادراك الخطأ تمت المعالجة بالخطأ الأكبر فتم الاستدعاء القبلي والعروبي بأبشع صوره بكتائب الجنجويد الأولى والتي ارتكبت الفظائع ونتج عنها احالة رموز الإنقاذ لقائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية لم يتم محاكمة أحدهم إلا علي كوشيب
واجترار الأخطاء نتج عنه الجنجويد الثانية مليشيا الدعم السريع والذي انقلب مع البرهان على أحلام الشعب السوداني في التحول الديمقراطي ولأن الكرسي لا يتسع اثنين اقتتلو وحرقو البلاد.
الأزمة الحقيقية في تبني شعارات ومصطلحات بدون محتوى وفي انتزاع حق الآخر في الاختيار والمشاركة والحكم ضمن منهج إقصائي.
بعد المفاصلة وبعد ان ابتلعت الدولة التنظيم تشكلت طائفة من ارباب مصالح ومتنفذين وعسكريين وزعماء مليشيات وعلماء سلطان وزعماء إدارات أهلية تجمعهم المصلحة واحتكار الثروة والسلطة.
بعض هؤلاء كان يبدي أنهم مع الثورة لكنهم في الحقيقة كانو يتحينون الفرص للنيل من الثورة والتغيير
لذا كان من غير المستغرب تلك الحملة الواسعة على لجنة إزالة التمكين واتهام أفرادها زورا بالفساد
لان اللجنة كانت تضرب في عصب وقلب الطائفة (المال والفساد).
ليس هنالك من دولة اكتوت من الإسلام السياسي مثل السودان ولا تزال الحرب تدمر في ما تبقى من السودان
الترابي وزمرته لم يؤذنو فقط في مالطة ولكنهم حرقو الأخضر واليابس ببناء طائفة فاسدة استغلت الشعارات الدينية واستدعت خطاب قبلي وجهوي وعنصري وصنعت عشرات من عسكريين وزعماء مليشيات يصطرعون السلطة والثروة.