السودان: سويسرا من بين الأطراف الوسيطة التي تدعو إلى استمرار تدفّق المساعدات

جنيف / وكالات

دعت الأطراف السبعة، التي قادت محادثات جنيف حول السودان لمدة عشرة أيام، بما في ذلك سويسرا، إلى “استمرار وتسريع” التدفق الجديد للمساعدات. وقالت هذه الأطراف إنها حصلت على ضمانات لمسار ثانٍ من بورتسودان.

وقد تمكنت أكثر من عشر شاحنات هذا الأسبوع من عبور معبر أدره من تشاد إلى دارفور، حيث يواجه جزء من السكان المجاعة. وقال المبعوث الأمريكي توم بيريلو، الذي ترأس المفاوضات، للصحافة يوم الجمعة: ”هناك حاجة إلى المئات [من الشاحنات]“.

وكان الجيش السوداني، الذي لم يحضر محادثات جنيف، لكن الأطراف الراعية لها تمكّنت من الاتصال به هاتفياً، قد سمح بفتح المعبر المذكور لمدة ثلاثة أشهر.

وفي بيان مشترك صدر في نهاية المحادثات يوم الجمعة، قالت الولايات المتحدة، إلى جانب سويسرا والمملكة العربية السعودية، التي شاركت في تنظيم المناقشات، إن الأطراف المنظمة للمحادثات حصلت أيضًا على ضمانات بشأن طريق المساعدات من بورتسودان. وسوف تواصل هذه الدول مع شركائها من الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، العمل من أجل الوصول إلى مسار ثالث للمساعدات.

وأضاف بيريلو ”إنه نجاح“، ولكنه ”مجرد بداية“. وتهدف الخطة إلى إيصال الغذاء والأدوية وإمدادات الطوارئ إلى حوالي 20 مليون شخص.

وإجمالاً، يحتاج أكثر من 25 مليون سوداني، أو نصف السكان، إلى المساعدة في البلاد. ويواجه الملايين انعداماً خطيراً في الأمن الغذائي. وقد حصدت أعمال العنف على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية عشرات الآلاف من الأرواح. وفرّ أكثر من عشرة ملايين شخص داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة.

لا يمكن إحراز أيّ تقدّم في وقف إطلاق النار

يمثّل الإعلان عن موجة ثانية من الكوليرا قبل أسبوع في السودان، مشكلة ثانية. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة في جنيف، أنه سيتم تسليم أكثر من 450,000 جرعة إضافية من اللقاح.

كما أعلنت الأطراف السبعة المشاركة في المحادثات أنها اقترحت آلية تنفيذية لتسوية الخلافات بين الطرفين. وينبغي أن تتيح هذه الآلية إمكانية تلقي الشكاوى، وتجنب عرقلة الالتزامات التي تعهدت بها الوفود، كما حدث في المملكة العربية السعودية العام الماضي، والتي لم يتم الوفاء بها.

واعترف بيريلو بأن ”الأمر بعيد المنال“. وأضاف أن قوات الدعم السريع قدمت ضمانات لمدونة قواعد السلوك للقانون الدولي الإنساني.

وعلى الرغم من غياب الجيش، إلا أنه تم إجراء مناقشات بعيدة المدى، بما في ذلك مع هذا الطرف ”في مناسبات عديدة كل يوم“. كما أرسل قائدها، الجنرال عبد الفتاح البرهان، وفداً إلى مصر هذا الأسبوع للقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

لكن الهدف الأساسي، وهو وقف إطلاق النار، لم تتم مناقشته فعليًا. ويجعل الجيش أي مناقشات حول هذه المسألة مع قوات الدعم السريع، بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، مشروطة بإنهاء الحصار شبه العسكري للفاشر في دارفور. كما أنه يعترض على مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة المتهمة بدعم هذه القوات شبه العسكرية، والتي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية مهمة.

”دعم استثنائي“ من سويسرا

ولم يكن الجيش قد اعترف رسميًا بالعملية التي أطلقت في جنيف من قبل بيريلو، الذي أشاد بـ”دعم سويسرا الاستثنائي حقًا“. كما أصر المبعوث على أنه ”يجب أن نحرز تقدمًا“ بشأن وقف إطلاق النار، وهو أمر ”ممكن“ في جميع أنحاء الأراضي السودانية.

كما وعد بيرييلو بأن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن حظر الأسلحة. ووفقًا له، فإن هذه المناقشات قد وضعت حدًا لـ”الشلل“ المستمر منذ عام ونصف.

وترأست نائبة رئيس قسم السلام وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية، سيبيل أوبرست، الوفدَ السويسري. ودعت باسم الأطراف السبعة أمام الصحافة إلى وقف ”معاناة السكان المدنيين[.يات]“.

وأضافت أن الأطراف السبعة ”تشعر بقلق بالغ إزاء العواقب المدمرة“ للصراع، وهي على استعداد لإجراء المزيد من المناقشات. ولكن وفقًا للمبعوث الأمريكي، فإن المسار سيستمر دون انقطاع.