حين تتحدث الأزياء بلغة السياسة..الرسالة المخفية في إطلالة زيلينسكي

الغدالسوداني -سهام صالح

في السياسة كما في الموضة، لا تُترك التفاصيل للصدفة. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي عُرف بإطلالاته العسكرية الداكنة منذ اندلاع الحرب، ظهر هذه المرة في البيت الأبيض بلوك مختلف، أقرب إلى الرسمية وأكثر نعومة، ليؤكد أن  الملابس يمكن أن تكون ورقة تفاوضية على طاولة السياسة

لغة الألوان

اختار زيلينسكي اللون الأسود الكامل عند لقائه ترامب يوم الاثنين الماضي ،لون الصرامة والهيبة، لكنه أيضاً لون الحياد الذي ينسجم مع كل المواقف. بعيداً عن درجات الزيتوني والكاكي التي اعتاد عليها في كييف، بدا الأسود هنا وكأنه انتقال من “ميدان المعركة” إلى “غرفة المفاوضات”

 

الرسالة المخفية في غياب ربطة العنق

قد يبدو تفصيلاً صغيراً، لكنه ليس كذلك. التخلي عن ربطة العنق أبقى على لمسة غير تقليدية في مظهره، وكأنها تذكير بأنه ما زال قائداً وسط حرب، لا موظفاً غارقاً في بروتوكول بيروقراطي. إنها حركة مدروسة تمنحه حرية في الشكل، ورسالة غير مباشرة عن رفض الجمود السياسي

مقارنة بين كييف وواشنطن..

في الداخل الأوكراني، يطل زيلينسكي غالباً بتيشيرتات قطنية زيتية أو سترات عسكرية، ليجسد صورة “القائد بين جنوده”. إنها إطلالة تخاطب الداخل وتغذّي رمز الصمود

أما في واشنطن، فيميل تدريجياً إلى خيارات داكنة وأقرب إلى الرسمية، لكنها بلا تكلّف. هكذا يصمم لنفسه أسلوباً خاصاً: لا هو البدلة الغربية الكلاسيكية ولا هو الزي العسكري التقليدي، بل منطقة وسط تعكس هويته السياسية: رجل حرب يعرف لغة السلام

إطلالة تستحق الرصد..

البدلة السوداء البسيطة، القماش الأنيق الخالي من أي زركشة، والقصّة الهادئة التي تمنحه مظهراً عملياً، جميعها عناصر صنعت “أناقة دبلوماسية غير متكلّفة”. مظهره بدا كأنه يوازن بين الرسمية المطلوبة في المكتب البيضاوي، والصورة الشعبية التي اعتاد تقديمها لشعبه

باختصار، زيلينسكي لا يغيّر ملابسه فحسب، بل يغيّر رسائله معها. في كل إطلالة يذكّر بأن الموضة ليست ترفاً، بل أداة سياسية قادرة على تهدئة الأجواء أو إشعالها

 

 

 

 

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.