
انقطاع التيار الكهربائي عقبة امام اعادة اعمار الخرطوم
يعانى مواطنى ولاية الخرطوم من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي فى حين تعيش مناطق متعددة فى اظلام تام بسبب ضعف التيار وسرقة المحولات والكيبلات التى تربط مناطق الولاية بعضها البعض وقدرت ادارة الكهرباء اطوال الخطوط المتعطلة بحوالى 1500 كلم تم تخريبها من قبل عناصر ومليشيات الدعم السريع ابان تواجدها داخل العاصمة الخرطوم فى وقت تبذل فيه ادارة الكهرباء جهود لاعادة التيار الكهربائي الذى يواجه بعقبات الاستمرار والقطوعات المستمرة تصل الى ست ساعات فى اليوم فى معظم ولاية الخرطوم
قطوعات الكهرباء وعدم توفرها بصورة منتظمة حدت من عودة المواطنيين اليها واصبحت تشكل معضلة حقيقية لاعادة اعمار الخرطوم من جديد بعد تحريرها من مليشيا الدعم السريع منذ اكثر من ثلاثة شهور
وفقدت شبكة الكهرباء أطنان من النحاس الخاص بشبكات الكهرباء في السودان وسرقت بصورة ممنهجة “مما يفسر مدى الخراب الهائل الذي لحق بشبكات نقل الكهرباء ومحولاتها بخاصة المحطات الرئيسة، إذ حطم كل جزء يدخل النحاس ضمن مكوناته”، وأدت الحرب إلى عمليات سرقة كابلات الكهرباء واستخراج معدن النحاس من داخلها وتجميعه وبيعه لتجار الخردة، وكذلك حفر الأرض لاستخراج الكابلات النحاسية من محطات المياه بما فيها المحولات وكوابل الكهرباء.
ولاتزال ازمة الكهرباء تشكل هاجسا للمواطنيين فى السودان خاصة الذين قرروا العودة الى العاصمة الخرطوم بعد فترة نزوح ولجوء استمرت لعامين، ورغم الجهود المبذولة من ادارة الكهرباء الا ان عدم الاستدامة والاستقرار ساهم الى حد كبير فى احجام المواطنيين عن العودة الى منازلهم كما واجهت خطط الحكومة الرامية الى انتقال بعض مؤسساتها الى العاصمة بالتاجيل خاصة المؤسسات الاقتصادية مثل البنوك والشركات الكبرى والمصانع الامر الذى جعل الخرطوم اشبه بالعاصمة المهجورة رغم مرور اكثر من ثلاثة اشهر من تحريرها من المليشيات.
ومع تطمينات ادراة الكهرباء بقرب الانتهاء من الصيانات المطلوبة عقب التخريب الكبير الذى قامت به مليشيات الدعم السريع وتجريف الخطوط وسرقة الكوابل وتدمير المحطات التحويلية فى كل من محطة الجيلى ومحطة قرى وشرق النيل ومدينة بحرى الا ان مدير الكهرباء يقول ان الضرر الذى اصاب المحولات والخطوط الناقلة اكبر بكثير من المجهودات التى تبذل فى عمليات الصيانة التى تحتاج الى توفير تمويل كبير لاستدامة العمل وعدم توقفه.
مواطنون ابدوا انزعاجهم من الاظلام التام الذى يلف الولاية وقال عبد النبى ابراهيم الحياة تنبدو شبه مستحيلة فى الخرطوم ولم تعد صالحة حاليا لبقاء المواطنيين لانها مرتبطة باعادة الحياة وعمل المستشفيات والاسواق وحركة المواطنيين ولذلك كثير من الذين عادوا الى الخرطوم غادروها مرة اخرى لحين اعادة الكهرباء اليها خاصة وان الاظلام فى العاصمة يساعد على انتشار الجريمة والاخلال بالامن الامر الذى دعا كثيرون الى عدم البقاء فيها والتوجه الى ولايات اخرى.
اما المواطنه ست النفر بابكر قالت ان المعيشة فى الخرطوم اصبحت صعبة نتيجة لغلاء الاسعار وعدم وجود اعمال كما ان الكهرباء تعد المحرك لكثير من الاعمال خاصة المصانع وتستفيد منها ربات البيوت فى التدبير المنزلى مع انعدام بعض الاسواق وبعدها عن المناطق السكنية التى تتطلب مجهودا ماليا يوميا وهو ما لم يتوفر لكثير من المواطنيين.
ويقول محمد موسي مواطن من بحرى ان الدمار الذى لحق باعمدة الكهرباء وتوصيلاتها اصبحت انقاض تحتاج الى كلفة عالية وكبيرة وقال هنالك متطوعون نشطوا فى عمل اعادة الكهرابء وتدخل بعض الخيرين فى المساهمة العادة التيار الكهربائي رغم شح الموارد واضاف رغم الدمار الكبير الا ان بعض الناس اصروا على البقاء والعمل على مواجهة الصعوبات
وشهدت عدة ولايات سودانية، انقطاعاً مفاجئاً وشاملاً في التيار الكهربائي، نتيجة ما وصفته مصادر مطلعة بـ”إطفاء عام” ضرب الشبكة القومية للكهرباء، ما تسبب في توقف الخدمة عن مناطق واسعة من البلاد، ما أثار حالة من الإرباك والقلق بين المواطنين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتردي الخدمات الأساسية
وتأتي هذه الأزمة في وقت تعاني فيه البلاد من ضغوط تشغيلية وفنية متزايدة على قطاع الكهرباء، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية لمحطات التوليد والخطوط الناقلة.
ورغم ان ادارة الكهرباء قد اعلنت عن تحسن وانفراجة فيما يتعلق بتقليل قطوعات الكهرباء فى مقبل الايام الا مصدر بمجلس التنسيق الاعلامى للكهرباء قال ان الانفراجة والتحسن فى استمرار التيار الكهربائي بالخرطوم سيكون فى حدود ست ساعات فى اليوم فقط وقال ان الخطوط والمحطات تحتاج الى صيانات جديدة واستجلاب اسبيرات غير متوفرة حاليا واضاف ما يحدث الان هو محاولة لاعادة الحياة الى طبيعتها وكل ذلك شكل مؤقت فقط اذا لم يتم توفير التمويل اللازم من الدولة لجلب الاسبيرات وصرف رواتب العاملين فى ادارة الكهرباء،وقال نعمل وفق المتاح حاليا اعتمادا على المناطق الاكثر كثافة سكانية ودون ذلك تظل وسط الخرطوم تحتاج الى تدخل الحكومة الاتحادية واضاف حاليا اطراف ولاية الخرطوم تبدو افضل من وسطها خاصة جنوب ام درمان وشمال بحرى وامدرمان من المناطق الاكثر وفرة للتيار الكهربائي.
وسبق ان تعرضت ثلاث محطات كهرباء في أم درمان محطة (المرخيات شمال غرب أم درمان، في الطريق المؤدي إلى الولاية الشمالية، فيما توجد محطة المهدية في الحارة 21، أما محطة الكلية الحربية فتقع في حي ود البخيت) لقصف بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى انقطاع التيار في أجزاء واسعة من العاصمة السودانية الخرطوم ،وظلت محطات الكهرباء في مدينة أم درمان، تتعرض للتدمير بواسطة طائرات دون طيار، ضمن هجمات للدعم السريع شملت محطات الخدمة في معظم المدن.
وامس تسبب عطل فني مفاجئ في خروج محطة كهرباء أم دباكر الحرارية بولاية النيل الأبيض عن الخدمة صباح الجمعة، ما أدى إلى انقطاع واسع للتيار الكهربائي شمل ولايات النيل الأبيض وسنار وشمال كردفان، إضافة إلى أجزاء من جنوب الخرطوم، وفقًا لمصادر متطابقة في قطاع الكهرباء.
وتُعد محطة أم دباكر من أكبر المحطات الحرارية في السودان، حيث كانت تنتج نحو 500 ميغاواط قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، وتُشكل ركيزة أساسية في تغذية الشبكة القومية، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد.
وبحسب تصريح متداول من مصدر مسؤول في قطاع الكهرباء، فإن الفرق الفنية المختصة باشرت أعمال الصيانة فور وقوع العطل، وتمكنت من إصلاح الخلل الفني، وسط توقعات بعودة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى المناطق المتأثرة خلال الساعات المقبلة.
كما أعلنت شركة كهرباء السودان عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر،نتيجة عواصف رعدية ضربت البلاد الجمعة، وتسببت في أعطال فنية بمحطات تحويل رئيسية، أبرزها محطة عطبرة التحويلية التي خرجت عن الخدمة، ما أدى إلى توقف الإمداد الكهربائي في مناطق واسعة من الولايتين،وأوضحت الشركة في بيان رسمي أن العواصف تسببت أيضًا في عطل بمحطة الإزيرقاب، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن منطقة شمال بحري، مشيرة إلى أن الفرق الفنية باشرت أعمال الصيانة فور وقوع الأعطال، وتعمل حاليًا على إعادة التيار في أسرع وقت ممكن وأكد مجلس التنسيق الإعلامي التابع للشركة أن فرق الطوارئ تعمل على تقييم الأضرار وإصلاح المحولات المتضررة، بالتنسيق مع الجهات المختصة في الدفاع المدني، لضمان سلامة المواقع المتأثرة واستعادة الخدمة تدريجيًا
ويأتي هذا الانقطاع في ظل تحديات متزايدة تواجه قطاع الطاقة في السودان، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية جراء الحرب، وتكرار الأعطال في المحطات الرئيسية، ما يُفاقم من أزمة الخدمات الأساسية ويزيد من معاناة المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض القدرة التشغيلية للمرافق الحيوية.
مختصون فى قطاع الكهرباء قالوا ان التدمير الممنهج الذى وقع على محطات الكهرباء لازالت اثاره السلبية تلاحق المواطنيين رغم الجهود المبذولة كما ان سرقاة المحولات والاسلاك يحتاج الى توفير تمويل واستيراد محولات جديدة واكدوا توقف معظم المستشفيات ومرافق المياه ما يجعل السكان يستخدمون مياه ملوثة اثرت على الحالة الصحية وقالوا اذا لم تحل مشكلة الكهرباء فلن تعود الحياة الى الخرطوم الى طبيعتها.