
نقابة الأطباء: الكوليرا تتمدد غرب السودان والسحائي شرقه
الغد السوداني: هبة علي
قالت عضو نقابة الأطباء أديبة إبراهيم لـ”الغد السوداني” إن الكوليرا أخذت تنتشر تدريجياً من ولاية إلى أخرى في السودان بالفترة الأخيرة، مشيراً إلى ظهورها للمرة الأولى في إقليم دارفور منذ بدء القتال ، الأمر الذي وصفته بالتطور المقلق للغاية نظراً لارتفاع عدد النازحين في المنطقة وافتقارهم إلى خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة.
وتستعر الحرب بين الجيش وحلفاؤه من جهة، وقوات الدعم السريع وحلفاؤها من جهة أخرى؛ بولايات إقليم دارفور، غربي السودان بعد إنهاء تواجد الدعم السريع بولايات الوسط والجنوب خلال الأشهر القليلة الماضية عدا هجمات بطائرات مسيرة تشنها قوات الدعم السريع على أهداف عسكرية و مدنية في مختلف أرجاء البلاد.
يُذكر أن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كان قد اندلع في منتصف أبريل العام قبل الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب 14 مليون نازح ولاجئ ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد بما فيها المرافق الصحية.
و أوضحت إبراهيم ان معظم الحالات سُجلت في جنوب دارفور، منوهةً إلى دعم منظمة أطباء بلا حدود، بالتعاون مع وزارة الصحة في الولاية، في نقاط مخصصة لتعويض السوائل في المناطق السكنية كما افتتحت مركزاً جديداً لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة في نيالا.
وأبانت ان عدد الحالات التي سجلها مستشفى نيالا التعليمي وحده بلغ 250 منذ 27 مايو/أيار، علمأً أنه أحد المرافق الطبية التي تدعمها المنظمة أيضاً.
ولفت إبراهيم إلى إلتزام فرق أطباء بلا حدود بدعم النظام الصحي وتوفير الرعاية التي من شأنها إنقاذ حياة الناس في غرب دارفور، وخاصة في الجنينة حيث تدعم فيها فرقنا مركزين لعلاج الكوليرا، وبوسعها توسيع أنشطتها اعتماداً على مسار تفشي المرض. .
و دعت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى التحرك بسرعة وحشد التمويل واستقدام الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها.
وأضافت: ” ينبغي على الأمم المتحدة أن تكون قادرة على نشر المزيد من الموظفين والإبقاء عليهم، خاصة في جنوب دارفور، الولاية الأكثر تضرراً في إقليم دارفور”.
في السباق قالت أديبة إبراهيم إن وباء الكوليرا انحسر في ولاية الخرطوم، منوهةً إلى حصولهم على تطعيم ضد الوباء بلغ حوالي 350 ألف جرعة، قاطعةً بأن الوضع مستقر.
وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس في بيان إنه “في عام 2025 وحده، سُجِّلت أكثر من 32 ألف حالة اشتباه بالكوليرا في السودان، مما أدى إلى إصابة أكثر من 83 ألف حالة ووفاة 2100 شخص منذ بدء تفشي المرض في يوليو 2024”.
وأشارت إلى استمرار المرض في الانتشار في جميع أنحاء البلاد وسط صراع وانهيار البنية التحتية.
من ناحية أخرى أكدت أديبة وجود حالات لإلتهاب السحائي في شرق السودان، مبينةً أنها بلغت حوالي 360 حالة إلى الآن، ولافتةً إلى أن أعداد الاصابات غير دقيقة، فيما توجد 8 حالات وفاة مؤكدة.