اعلان ماس فيتالس

الشيوعي: كامل إدريس هو “كرزاي” بورتسودان

الغد السوداني: هبة علي

قال عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني كمال كرار، لـ”الغد السوداني” إن كامل إدريس ليس سيد قراره فيما يتعلق بالتشكيل الوزاري رغم أن الاعلام الرسمي يقول بخلاف ذلك، مشيراً إلى أن اتفاق سلام جوبا وموقف بعض اطرافها الداعم للحرب والمشارك فيها هو اساسا صفقة سياسية على قسمة سلطة وثروة.

وكان رئيس الوزراء كامل إدريس قد القى خطاباً أمس الخميس أبان من خلاله ملامح تشكيل حكومته وقال إنها حكومة كفاءات بعيدة عن المحاصصات وتضم 22 وزارة، داعياً جميع الكفاءات للمشاركة عبر إرسال السيرة الذاتية للمجلس.

وشدد كرار على أن النفوذ الذي حصلت عليه الحركات المسلحة منذ اكتوبر 2020 لن تتنازل عنه، بل وتسعي للاستحواذ اكثر على مفاصل السلطة، وان كانت سابقآ قد حصلت على 25٪ من المناصب فهي أعلنت أنها لن ترضي باقل من 50٪، “على حد تعبيره “.

ولفت كرار إلى أطراف أخرى تشارك في الحرب بنفس الصفقة، الحرب مقابل النفوذ والمناصب، وزاد “نذكر من هؤلاء الأطراف فلول المؤتمر الوطني في كتائب البراء ومليشيات مسلحة أخرى لم تكن جزءاً من اتفاق جوبا”.

كرار نوه إلى أن مجلس السيادة نفسه وبخلاف وزارتي الدفاع والداخلية يمتلك كروتا وزارية لا يمكنه الاستغناء عنها، وأضاف : “بالتالي فرئيس الحكومة فعلياً هو (كرزاي ) بورتسودان، لا يستطيع الخروج عن الخط المرسوم له في مسالة تشكيل الحكومة او برنامجها، ولا يستطيع أن ينازع المليشيات المسلحة في طموحها الوزاري”. وأردف: “عموماً وقياساً على هذه التفاعلات فإن عمر هذه الحكومة قصير جداً، وستواجه الخلافات والانقسامات فيما بينها ولن تستطيع الصمود”.

وفي السياق أبان كرار أن تحديات كثيرة أخرى تواجه كامل ادريس وحكومته المرتقبة أهمها أن الحرب لا زالت تدور، الأمر الذي يعني إستمرار الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية على ماهي عليه من حالة تردي وترهل، مشدداً على أن

الحرب نفسها عائق لأي إصلاح اقتصادي أو سياسي، وعليه فان الوعود التي أطلقها تبقي معلقة في الهواء لأن الحرب مستمرة، وليس من ضمن برنامجه ايقاف الحرب او التحرك في اتجاه السلام” .

وأضاف كرار :” الأمر الثاني أنها تفتقد لاي شرعية سياسية أو شعبية، فهو رئيس وزراء نظام انقلابي عسكري يحكم بالحديد والنار، وبالتالي فهو بلا سلطة فعلية، والقرار الحقيقي والنهائي بيد البرهان قائد الجيش”.

وزاد :” أما الحديث عن إصلاح معاش الناس وتحسين الوضع الإقتصادي فيستحيل من دون إيقاف الحرب والاقتصاد نفسه يتدحرج نحو الهاوية”.

ويرى كرار أن الحكومة الجديدة ستواجه نفس العزلة الداخلية والخارجية، مرجحاً أن يكون الهدف من تكوينها إيجاد غطاء مدني لمسار تسوية مستقبلية تضمن نفوذ المؤسسة العسكرية على المشهد السياسي، وترتب لانتخابات” مضروبة” في المدى القريب، وتابع :” لكن كل هذه السيناريوهات ستسقط في المحك لأنها مفضوحة الأهداف، وتأتي في سياق محاولات تصفية ثورة ديسمبر واضعاف القوى الثورية”.

واسترسل قائلاً:”المليشيات والأجهزة الأمنية حاليا تسيطر على القرار السياسي والاقتصادي والعسكري ولن يستطيع رئيس الوزراء تغيير هذا المشهد ولا يمكنه ذلك، فهو مثل (الترلة ) التي تقودها شاحنة العسكر، وبالتالي فالسياسات ستظل ذات السياسات”.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.