اعلان ماس فيتالس

نقص الخدمات يجبر العائدين إلى الخرطوم للنزوح لوجهاتهم القديمة

الغد السوداني _أم درمان – محمد الحافظ كباشي

بدافع الحنين للعودة إلى الديار والمنازل وإنهاء معاناة النزوح في مدن البلاد المختلفة واللجوء في دول الجوار الأفريقي، وصل آلاف السودانيين إلى الخرطوم بعد عامين من المعاناة والمآسي نتيجة الحرب التي اندلعت في الـ15 من أبريل 2023.

العائدون تفاجأوا بالتغيير الكبير في ملامح العاصمة ومعالمها، فضلاً عن الأزمات المستفحلة في خدمات الكهرباء والمياه وندرة المواد الغذائية، إضافة إلى تفشي الأمراض بخاصة الكوليرا وحمي الضنك وسط انعدام الرعاية الصحية، إلى جانب الانفلات الأمني وتزايد عمليات السلب والنهب.

 

أوضاع كارثية

مريم طه، العائدة إلى ضاحية جبرة في الخرطوم، تقول لـ (الغد السوداني) “عدت بعد غياب دام 24 شهراً، تنقلت خلالها في رحلات نزوح بولايات البلاد الآمنة، لكنني وجدت منزلي في وضع كارثي ولا يصلح للسكن نتيجة التخريب الذي حدث فيه، علاوة على نهب الأثاث بالكامل.

وأضافت : هناك أزمة في التيار الكهربائي منذ عدة أشهر بحسب الجيران، ونظراً لعمليات النهب التي تمت للنحاس وكيبولات الكهرباء، فإن الخدمة لن تعود بأي حال في أقل من سبعة أشهر، وكذلك هناك مشكلة كبيرة في المياه.

وتابعت : هذا الوضع لا يبشر بالبقاء في الخرطوم، على رغم عودتي برغبة صادقة للاستقرار بشكل نهائي وانتظار عودة أسرتي من أوغندا، لذلك قررت أن أعود إلى كمبالا من جديد.

 

أمراض وأزمات

من جهته، أشار زاهر فضل العائد إلى منطقة الأزهري، في حديثه لـ (الغد السوداني) إلى أنه “رغم التفاؤل وسط العائدين بقرب نهاية الحرب وعودة الجميع إلى الديار واستئناف حياتهم الطبيعية، فإن تحديات كبيرة وكثيرة تواجههم إزاء صعوبة الواقع الذي ينتظرهم بالنظر إلى حجم الدمار والخراب والنهب الذي لحق بمنازلهم، وباتت خالية من الأثاث وحتى الأبواب والشبابيك”.

وأضاف : المئات من سكان المنطقة الآتين من المدن الآمنة ودول الجوار الأفريقي يرغبون في البقاء وعدم العودة إلى مراكز النزوح والملاجئ، ويحدوهم الأمل في ضبط الأمن المتدهور ووقف الانفلاتات والسرقات والسطو المسلح، وكذلك استعادة واستدامة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، وذلك بسرعة انتشار الأجهزة الأمنية، وشروع فرق الصيانة في العمل لإعادة الخدمات.

وأوضح فضل أن “الأمراض والأوبئة تفشت في الخرطوم بصورة غير مسبوقة خصوصاً الكوليرا وحمي الضنك والإسهالات المائية بسبب تلوث المياه بمخلفات الحرب والجثث، لا سيما بعد اتجاه السكان لجلب الماء من النيل مباشرة بعد توقف الآبار الجوفية كافة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وتابع : توقفت غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إلى جانب أزمة الأدوية ونقص الكوادر الطبية، وهي مؤشرات خطرة تفاقم من أوضاع المواطنين.

وتشهد ولاية الخرطوم كارثة صحية حيث إرتفعت نسبة المرضى بالإسهالات المائية بأمدرمان وأصبح المرضى يفترشون الطرقات، ويعزى إنتشار الإسهالات المائية إلى عدم توفر المياه الصالحة للشرب والاعتماد على المياه الملوثة.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد حذرت الجمعة الماضية ، من الانتشار المتسارع لمرض الكوليرا في ولاية الخرطوم.

وكشفت في بيان، عن رصد نحو 500 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا في مناطق مختلفة من ولاية الخرطوم خلال يوم واحد، مشيرةً إلى أنها تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة السودانية للاستجابة لهذا التفشي المتسارع للمرض في العاصمة.

يُذكر أن وزارة الصحة الاتحادية قالت إنها سجلت “2323” إصابة و”51″ حالة وفاة بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

وأشار تقرير صادر عن وزارة الصحة إلى أن 90 بالمئة من الإصابات والوفيات الجديدة بالكوليرا سجلت في ولاية الخرطوم، خاصة المناطق الواقعة جنوب المدينة وفي مدينة أم درمان شمال غرب العاصمة.

وتشهد البلاد تردي في الخدمات الصحية ونقص في المرافق والكوادر والأدوية منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل العام قبل الماضي، وتسببت الحرب في أزمات إنسانية عديدة، صاحبها تدمير واسع للبنية التحتية، وتفاقمت أزمات المواطنين الإنسانية والصحية مؤخراً بعد تدمير محطات الكهرباء ومستودعات الوقود بواسطة مسيرات الدعم السريع.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.