اعلان ماس فيتالس

مخلفات الحرب في الخرطوم.. كابوس يغض مضجع العائدين

الغد السوداني: خاص

يواجه المدنيون تحدياً صامتاً ولكنه فتاك وهو الذخائر غير المنفجرة التي تهدد سلامة النازحين واللاجئين السودانيين العائدين إلى ديارهم، فعامان من الاقتتال العنيف بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلّف وراءه حوادث مأساوية نتيجة للمواد التي لم تنفجر إبان المعارك، حيث أشار خبراء أمميون إلى بعض الإحصائيات بناء على مصادر مفتوحة، تفيد بأن إجمالي عدد الحوادث المرتبطة بالمعارك يُقدر بأكثر من 7,000 حدث قتالي منذ اندلاع الحرب.

و دعا رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في السودان صديق راشد، الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم في تطهير البلاد من هذه الذخائر وحماية أرواح المدنيين.

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أوضح صديق راشد أن المناطق التي كانت في السابق آمنة أصبحت الآن ملوثة بشكل عشوائي بالذخائر غير المنفجرة، بما فيها العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة.

وأشار إلى أن هذه الأسلحة، غير المصممة للاستخدام في المناطق المأهولة بالسكان، تشكل خطرا دائما على المدنيين العائدين إلى ديارهم وعلى العاملين في المجال الإنساني.

من جهته أشار مدير المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان اللواء خالد حمدان إلى أن ولاية الخرطوم شهدت أعنف المعارك بهذه الحرب بعيداً عن الفاشر بولاية شمال دارفور، الأمر الذي جعل المخلفات الحربية والألغام تنتشر بصورة واسعة.

و أوضح حمدان بتصريحه لـ”الغد السوداني” أن الألغام كانت في مناطق محددة وهي الشمالية المتاخمة للمناطق الجنوبية من نهر النيل، خاصة ماحول منطقة مصفاة الجيلي، منوهاً إلى إزالتها تماماً إضافة إلى بعض المناطق المتفرقة.

وأضاف : “بصورة عامة الموقف أفضل من السابق في ولاية الخرطوم ولكن لاتزال هنالك مخلفات موجودة في بعض المناطق، وهنالك بعض المواطنين في بعض المناطق موجودون مع المخلفات”.

وأردف حمدان : “مجهوداتنا متمثلة في أعمال الإزالة، وحتى مع وجود أتيام كثيرة لكن العمل يحتاج لتروي والتأكد من المنطقة خالية تماماً”، مبيناً أن الأتيام تعمل أيضآ على توعية المواطنين بخطورة المخلفات وكيفية إتباع السلوك الآمن للتعامل مع هذه المخلفات وتبليغ الجهات المختصة التي يمكن أن تقوم بنظافة المخلفات، وتابع :” بصورة عامة وضع الولاية جيد لكن لاتزال هنالك مخلفات والأتيام مستمرة في عملها” .

الخطر والمخاوف من تلك المخلفات تجسد في حوادث مأساوية وقعت في مناطق متفرقة، حيث لقي طفل مصرعه وأصيب آخرون بسبب انفجار ذخائر غير منفجرة في الخرطوم، وفي ولاية النيل الأزرق قُتلت ثلاث نساء نازحات في انفجار مماثل، وفي كادقلي، تسبب لغم أرضي جلبه طفل إلى المدرسة في وقوع إصابات، إضافة إلى تقارير وردت في يناير الماضي تتحدث عن وقوع 24 قتيلاً وجريحاً، بما في ذلك تفجير حافلة ركاب مدنية بلغم مضاد للدبابات في منطقة شندي، شمال السودان، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين كانوا على متنها.

في السياق وصف راشد الحادث بأنه مروع للغاية، مؤكدا أن “هذه المنطقة التي ورد منها تقرير الحادث لم تكن ملوثة قبل الحرب”، معرباً عن قلقه بشأن احتمال تزايد هذه المخاطر في الفترة المقبلة: “إنه لأمر مقلق للغاية أن الذخائر غير المنفجرة، والتي يمكن أن ينفجر الكثير منها بأدنى لمسة أو حركة، ستكون موجودة في المنازل وفي الساحات، بعضها سيكون مرئيا وبعضها غير مرئي، وبعضها سيكون مختلطا بالأنقاض. الخوف من ذلك سيزداد مع عودة الناس والبدء في تنظيف منازلهم وتجهيزها للإقامة والعيش فيها، أعتقد أن الخطر كبير للغاية ومرتفع للغاية”.

من الحقائق المثبتة جيداً ، وفقًا لحديث راشد “أنه عندما تحدث الصراعات وتستخدم الأسلحة الثقيلة، فإنها جميعا تقريبا تخلف وراءها ذخائر غير منفجرة خطيرة للغاية، فالذخائر والأسلحة المستخدمة حالياً ليست مصممة للمناطق المأهولة بالسكان، لذلك، تنتشر الذخائر غير المنفجرة بشكل عشوائي في المناطق السكنية وعلى الطرق وفي المستشفيات، وكل هذه البنية التحتية الحيوية”.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.