
صحافيو السودان .. ضحايا الحرب وهدف مشترك لطرفي الصراع
أم درمان – محمد الحافظ كباشي
على رغم دخول الحرب في السودان عامها الثالث لا يزال الإعلاميون والصحافيون السودانيون تحت طائلة الاستهداف المباشر من الأطراف المتحاربة بمناطق سيطرة كل طرف، مما تسبب في انتهاكات واسعة وتشريد المئات وفقدانهم فرص عملهم.
ونتيجة لهذه الأوضاع ضاعف استمرار الصراع المسلح طوال عامين كاملين من المعاناة غير المسبوقة للصحافيين، إذ واجهوا انتهاكات كبيرة هددت أرواحهم بصورة مباشرة.
تشرد ونزوح
يقول الكاتب والصحافي السوداني الجميل الفاضل لـ (الغد السوداني) إن “الحرب فرضت أعباءً وواقعاً مريراً خيم على الصحافيين السودانيين، من تشرد ونزوح ولجوء وقتل وفقدان للوظائف والدخل.
وأضاف : مارس طرفا الصراع ضغوطاً كبيرة على الإعلاميين والصحافين، حيث شملت التهديدات بالقتل والتصفية الجسدية ومصادرة المعدات وإغلاق المؤسسات الإعلامية.
وتابع الفاضل “اضطر عديد من الصحافيين النازحين إلى امتهان مهن هامشية تجارية صغيرة لكسب قوت يومهم، بينما توجه آخرون نحو إنشاء مواقع إلكترونية صغيرة بإمكانات محدودة.
حوادث وانتهاكات
وبحسب تقرير رصد الانتهاكات والتجاوزات الذي أعدته نقابة الصحافيين السودانيين في حق الصحافيين والحريات الصحافية للعام 2025، فقد وثقت مقتل 31 صحفياً وعاملاً في المجال الإعلامي، في حوادث اغتيال وقصف مباشر، خلال العامين الماضيين.
وكشفت التقرير عن اعتقال واحتجاز 239 صحفياً على الأقل، فيما تعرض عشرات للضرب والتنكيل والملاحقة والتهديد، حيث بلغت جملة الانتهاكات ضد الصحفيين منذ اندلاع النزاع 556 حالة.
وأفادت نقابة الصحافيين السودانيين بفرار أكثر من 500 صحفي وصحفية خارج السودان، حيث يواجهون قيوداً قانونية وضغوطا. متعددة في المنفى.
سيطرة وتحكم
على صعيد متصل، تقول سكرتيرة الحريات في نقابة الصحافيين السودانيين إيمان فضل السيد لـ (الغد السوداني) إن “إعلام طرفي الصراع احكم سيطرته وتحكمه بتدفق المعلومات ورفضه وجود أي أطراف محايدة، انطلاقاً من رغبة كل منهما في عكس وجهات النظر الخاصة بكل طرف لكي تصل إلى الرأي العام، وفي الوقت نفسه ضمان عدم تشكيل رأي عام ضده”.
ونوهت فضل السيد إلى “توقف 1000 صحافي وصحافية عن العمل، بينما هاجر المئات إلى دول الجوار، وخسر آخرون ممتلكاتهم والحقوق الأساسية المضمونة لهم في المواثيق الدولية من الحق في السكن والعمل والحياة الكريمة”.
واعتبرت أن “أوضاع الحرب أسهمت في تقييد حركة وتنقل الصحافيين واتصالاتهم بالمصادر للحصول على المعلومات والأخبار، بخاصة مع استهداف طرفي الصراع للصحافيين وتقييد حركتهم ونشاطهم. ومع تزايد حدة الاستقطاب التي فرضها واقع الحرب، تراجع التزامهم بالقيم المهنية وقواعد الحياد والموضوعية والنزاهة إلى حد بعيد”.