
تحالف اقتصادي سوداني- روسي فى مجال خدمات النفط والمعادن
ابدى خبراء ومهتمين بالملف الاقتصادي السوداني املهم في ان تزود روسيا البلاد بالاحتياجات الاساسية من النفط والقمح والاسمدة لتجاوز ازمتها الراهنة عقب الحراك الكبير الذى شهدته الايام الماضية حيث طلبت روسيا من السودان توفير منفذ امداد لوجستي لسفنها التي تمر عبر البحر الأحمر، ووافق السودان مبدئيا على الطلب.
فى حين وقعت وزارة الطاقة والنفط، مذكرة تفاهم بين شركات نفط سودانية وروسية بين شركتي “الراسي” للخدمات العالمية و”زرويج نفط” الروسيتين، مع شركة بشائر لخطوط أنابيب البترول السودانية، للتعاون في مجال خدمات البترول.
وسبق ان ابدت الوفود الروسية التى وصلت الى السودان من بينها وفد رجال الاعمال الروسي رغبتها الاستثمار في مجال المناطق الحرة والنقل. كما تناولت مباحثات الطرفين إمكانية استخدام العملات المحلية في تسوية المعاملات التجارية بين البلدين، مما يقلل من الاعتماد على العملات الأجنبية وناقش فرص الاستثمار المشترك في قطاعات حيوية مثل المعادن النفيسة، بما في ذلك الذهب، حيث يمكن للمصارف السودانية والروسية تمويل هذه المشاريع.
ويؤكد اقتصاديين اهتمام الجانب الروسي للتعاون الاقتصادي مع السودان ، ويظهر ذلك جليا بعد توافد وفود روسية إلى السودان بصورة مكثفة، ففي اغسطس الماضي اجرى وفد مصرفي رفيع المستوى من البنك المركزي الروسي مباحثات مع بنك السودان المركزي، والتي اجمع عدد من الخبراء والمراقبين الاقتصاديين ان من شأنها فتح باب تعاون بين البلدين، فضلا عن انه في سبتمبر الحالي حضر إلى السودان وفد ممثلي غرفة التجارة والصناعة الروسية برئاسة فيكتور تشيمودانوف رئيس مجلس الأعمال الروسي السوداني يرافقه السفير فوق العادة والمفوض لروسيا الاتحادية لدى السودان ، وأجرى مباحثات عديدة من بينها لقاء وزير المعادن محمد عبدالله ابو نمو، فضلا عن لقاء وزير المالية برفقة اتحاد أصحاب العمل.
الحكومة السودانية من جانبها تعهدت بتطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا لابعد الحدود وأوضح رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أن السودان لم يتردد في تطوير علاقته مع روسيا أو أي بلد في العالم، وبين أن مثل هذه الأمور قد تأخذ زمنا للتراتبية، وقال البرهان نحن منفتحون على كل من يقف معنا ويساعدنا وروسيا من الدول التي لديها موقفٌ ثابت تجاه السودان ولم تتغير أبدا، لذلك أي خطوة تقدم منهم تجاهنا فنحن نتقدم 10 خطوات إلى الأمام وفقا لما نقلته صحف محلية. كما يقول وزير المالية جبريل ابراهيم باهمية عقد شراكات استراتيجية تستفيد منها كل الاطراف. وقال جبريل نحن لم نلجأ إلى روسيا مضطرين قلنا العلاقة معقدة ونحن نريد علاقة استراتيجية متكافئة يستفيد منها الطرفين.
غير ان الخبير الاقتصادي عادل الفكي اشار الى ان روسيا طلبت من السودان توفير منفذ امداد لوجستي لسفنها التي تمخر عباب البحر الأحمر، وقد وافق السودان مبدئيا على الطلب كحق سيادي للدولة السودانية تملك التقرير فيه منفردة. وعلى السودان السعي لتحقيق أكبر مصلحة له، من خلال الاستجابة للطلب الروسي، على قاعدة كاسب التي تحكم العلاقات بين الدول.
غير أنه قال ما يجب على السودان الاهتمام به في الوقت الحالي هو تفعيل العمل التجاري مع روسيا، واوضح إن حجم التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز في الوقت الحالي 110 مليون دولار في السنة. وابدى أمله في أن تقدم روسيا في هذه المرحلة قرضا سلعيا للسودان يتضمن تزويد السودان باحتياجاته من المواد البترولية والقمح والدقيق والأسمدة ليسهم في استقرار قيمة العملة السودانية ، ويحدث المقابل انفراجا في الإيرادات العامة للحكومة، ويقلل من استدانتها من البنك المركزي.
وعدد الخبير الاقتصادي محمد بابكر فائدة الاستثمارات الروسية للاقتصاد السوداني، وقال ان روسيا تحتاج وبسبب تجمد معظم اراضيها في فترة الشتاء إلى استيراد كميات كبيرة من المواد الغذائية من الخارج والتي يذخر بها السودان ، واضاف إذا كانت الاستثمارات الروسية تتركز على تصنيع هذه المواد وانشاء المسالخ، ثم التصدير إلى روسيا، فانه سيكون ذو فائدة كبيرة للاقتصاد السوداني لجهة انه يمثل قيمة مضافة كبيرة مطلوبة لتغيير هيكل الصادرات السودانية التي تنخفض قيمتها كثيراً عند تصديرها كمواد خام، واكد امكانية استفادة السودان كثيراً من الخبرة الروسية في مجالات استخراج النفط والغاز والصناعات المرتبطة بهما.
وقال الاقتصادي بابكر التوم ان روسيا ترغب الاستثمار في مجالات النفط والغاز والكهرباء والتعدين، وهي مجالات واعدة ومهمة جدا للسودان سوف تحقق مستقبلا إيرادات مقدرة خاصة وان روسيا لديها خبرات واسعة في هذه المجالات.
ونقلت روتيرز فى ابريل الماضي ان بيانات مجموعة بورصات لندن اظهرت أن روسيا بدأت تصدير وقود الديزل إلى السودان، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها النفطية المكررة، بعد حظر فرضه الاتحاد الأوروبي.
وتظهر بيانات مجموعة بورصات لندن، أن ناقلتي وقود، هما “بافو روك” و”كونغا”، “سلمتا في الإجمال نحو 70 ألف طن متري من الديزل الذي يحتوي على نسبة كبريت منخفضة للغاية إلى السودان، بعد تحميلها في فبراير من ميناء بريمورسك الروسي على بحر البلطيق، وتظهر بيانات شحن أن تفريغ الشحنات تم في ميناء الخير في بورتسودان، في الثاني والخامس من أبريل.
كما تظهر بيانات مجموعة بورصات لندن، أن سفينة أخرى تحمل اسم “ماربيلا صن”، تم تحميلها في مارس من ميناء فيسوتسك الروسي على بحر البلطيق، تتجه نحو بورتسودان.