إبراهيم محمود.. “مغالطات وأكاذيب كيزانية”.. بقلم صلاح شعيب..
تختلف حراكها عن كل الثورات في العالم.
إبراهيم محمود لم يكتف فقط بإنكار مسؤولية حزبه عن حرب دارفور التي قصدوها فتنةً ضد مكونها الاجتماعي. ولهذا تجاهل سياسة حزبه الفقيرة للحكمة في التعامل مع تحديات الحكم الشمولي. ومن ناحية أخرى ثنى الرجل هروب حزبه من مسؤولية تمدد الدعم السريع بتحميل الوزر لقوى إعلان الحرية والتغيير التي قال إنها مهدت المجال لتضخيم الدعم السريع، ومنحته الثروة الاقتصادية، وعززت علاقته الخارجية. وحينما ضغطه المحاور حول تقنين برلمان حزبه للدعم السريع، ودور البرهان في تمديد قوته، صرح بأن الأخير كان مضغوطاً من جهات خارجية!
كثيرون توقعوا بأن فرصةً عظيمة للإسلاميين لاحت بعد فطامهم من السلطة لإعمال النقد الذاتي الصادق، والشفاف، لتجربتهم في الحكم. ولكن يبدو من نهج المغالطة للوقائع الذي اعتمده إبراهيم محمود – وآخرون ظلت الجزيرة تستضيفهم باستمرار – أن هؤلاء الجماعة لا يرون أنفسهم سوى ضحايا لمؤامرات حيكت ضدهم، وبالتالي حجبت عنهم فحص الأسباب السياسية التي أوجدت هذا التآمر لو صح وجوده أصلاً. وإذا وافقنا إبراهيم محمود بأن الحركة الإسلامية كانت مستهدفة من العلمانيين الذين تعاونوا مع دول الاستكبار لإسقاط نظام حكمهم فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو أولم يتآمر الإسلاميون على النظام الديمقراطي بليل، وأوقفوا التداول السلمي للسلطة، ومن ثم حققوا للاستبداد شرعية مزعومة؟
ليس من المبالغة القول إن أياً من قادة الحزب المنحل لو واجه أسئلة الأستاذ أحمد طه التي تهرب منها إبراهيم محمود بإنكار المعلوم بالضرورة فإنه سوف يستخدم ذات المنهج في التدليس، والتهويش، والتغبيش