اعلان ماس فيتالس

(11) مليار دولار خسائر قطاع الصحة.. وتأثر 335 مرفقا في السودان بتجميد التمويل الامريكى

الغد السوداني :عاصم اسماعيل

تفاقمت معاناة المواطن ياسر التجانى وهو يعانى من الالام الحادة التى اصابت رجليه دون ايجاد دواء فى امدرمان فاضطر رغم المحاذير الطبيه الى السفر الى مدينة بورتسودان بحثا عن العلاج حيث ازداد وضعه الصحى سوءا اثناء سفره الطويل عبر البصات من امدرمان الى بورتسودان، يقول التجانى انه اضطر الى السفر رغم المخاطر لتلقى العلاج لعدم توفره فى الخرطوم او اى مدينه اخرى لعدم وجود علاج الا فى بورتسودان التى نزح اليها معظم الاطباء وحكى معاناته فى كيفية الحصول على العلاج داخل المدينة لغلاء الاسعار .

ومثل هذه الحكاوى كثيرة فى ظل انعدام الدواء واغلاق المرافق الصحية والمستشفيات جراء القصف الممنهج الذى دمر معظمها خاصة لاصحاب الامراض المزمنة حيث اضطرت العديد من الاسر الى النزوح قسرا للبحث عن العلاج من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع ويقول محمد احمد من ولاية سنار والده مريض بالكلى يعمل على الغسيل اسبوعيا وان مليشيات الدعم السريع اول ما تقوم به هو تدمير المرافق الصحية ما اضطرنا الى استئجار عربة تنقل والده إلى مدينة الدندر، حيث مركز غسيل الكلى الملحق بالمستشفى هناك.
ومع تمكنهم من الوصول وبدء الأطباء ترتيبات إجراء الغسيل، اقتحمت قوات الدعم السريع المدينة وحاصرت المستشفى واغتالت أحد الكوادر الطبية، مما دفع العاملين في مركز الغسيل إلى التوقف عن العمل من دون أي ترتيبات لاستكمال علاج المنتظرين.

يقول محمد إنهم لم يجدوا سيارة لإسعاف والده إلى مدينة القضارف أقرب نقطة علاجية بعد أن سيطر الدعم السريع على الجسر الرئيسي في الدندر وتفشي حالة من الذعر مع إطلاق النار العشوائي، فاضطروا إلى حمله على سرير وجدوه قرب السوق.
وفي خضم رحلات الفرار القسري، عاش المرضى أوضاعا صعبة يغالبون فيها مرارة النزوح وآلام المرض وضيق ذات اليد والخوف من المصير الغامض.


وفي بورتسودان (شرق البلاد) معاناة اخرى حيث العشرات من مرضى الكلى، حيث اضطرت المراكز لتقليص عدد الغسلات لمواجهة الضغط المتزايد مع توافد مرضى من الولايات التي تشهد القتال.
وتمثل أمراض السرطان والسكري والكلى والقلب أكثر الأمراض المزمنة تفشيا ويعاني منها بشكل أكبر كبار السن الذين يجدون صعوبة في التنقل من مكان لآخر، فيكون مصيرهم الموت البطيء، لا سيما مع دمار 80% من المؤسسات الصحية في السودان جراء القتال.

وفى الاثناء كشفت منظمة الصحة العالمية ومجموعة الصحة،عن تأثر 335 مرفقا صحيا في السودان بعد تجميد التمويل الأمريكي.
وجمّد الرئيس دونالد ترامب أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمدة ثلاثة أشهر، مما ترك تأثيرا بالغا على العمل الإنساني في السودان الذي يعاني من أزمة جوع واسعة النطاق جراء النزاع المندلع منذ 22 شهرا
وقالت منظمة الصحة العالمية ومجموعة الصحة في تقرير إن تجميد التمويل الأمريكي أثر على 335 مرفقا صحيا في السودان بما في ذلك 57 مرفقا في دارفور.
وأفاد التقرير بأن تجميد التمويل الأمريكي أثر على 13 شريكا يعملون في مجال الصحة في 69 منطقة تقع في 15 من أصل 18 ولاية سودانية، منهم 9 شركاء في دارفور، مما أثر على 21% من المرافق الصحية في الإقليم.
وبلغ عدد مرافق الرعاية الصحية في السودان قبل اندلاع الحرب نحو 6500 منشأة و300 مستشفى عام، توقف منها 70-80% في مناطق النزاع النشطة، و45% في المناطق الأخرى.
وذكر التقرير أن تجميد التمويل الأمريكي له تأثير كبير على استجابة قطاع الصحة خاصة على وكالات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية، و”يونيسيف”، ومنظمة الهجرة الدولية، وصندوق السكان.
وتابع التقرير إن تقليص التمويل له تأثير مباشر وغير مباشر على التدخلات الإنسانية، مما قد يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية التي تهدد السكان المتأثرين.

ويكافح النظام الصحي أوبئة عديدة في مقدمتها الكوليرا والملاريا، إضافة إلى الأمراض الأخرى وجرحى الحرب الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم جراء القصف والهجمات على القرى والمدن والتجمعات السكانية.
وشدد التقرير على أن دارفور تتحمل عبئا غير متناسب في الاستجابة الصحية بسبب تزايد النازحين والمجتمعات المتضررة حيث تعاني المرافق الصحية من ضغوط شديدة وتواجه نقصا حادا في الإمدادات والمعدات والكوادر.
وأوضح أن وصول سكان دارفور المحدود إلى المياه النظيفة يفاقم المخاطر الصحية، ويزيد من احتمال تفشي الأمراض، فيما يؤدي غياب الخدمات المعملية إلى إعاقة القدرات التشخيصية
وشكا التقرير من اللوائح الإدارية الجديدة التي تلزم المنظمات غير الحكومية بالتسجيل ككيانات في دارفور مما أثر بشكل كبير على إمكانية الوصول الإنساني.
وقال إن شركاء الصحة في جنوب ووسط دارفور أبلغوا عن صعوبات في الحصول على تصاريح السفر، مما أعاق نقل الإمدادات، وتنقل الموظفين، وتنفيذ المشاريع خارج المناطق الحضرية.

ويشهد النظام الصحى فى السودان ازمة غير مسبوقة مع نقص كبير فى الادوية ، ويرى وزيرالصحة هيثم محمد إبراهيم، أن الحرب المستمرة في البلاد المستمرة منذ أكثر من عامين، تسببت في انهيار شبه كامل للنظام الصحي، وقال إن خسائر القطاع الصحي بسبب الحرب، بلغت نحو 11 مليار دولار، وأشار الوزير إلى تضرر 250 مستشفى، من بين 750 مستشفى في البلاد.
وأشار إبراهيم، إلى 1258 حالة وفاة وأكثر من 48 ألف إصابة بالكوليرا في البلاد، بسبب تلوث محطات المياه، وقال إن أكثر من 50% من مراكز غسيل الكلى في البلاد أصبحت خارج الخدمة.
وسبق ان اتهمت الحكومة مليشيات الدعم السريع باستهداف المستشفى الوحيد المتخصص في النساء والتوليد الذي يواصل تقديم الخدمات الطبية، والمعروف ب”المستشفى السعودي”، في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفورما ادى الى خروج جميع المشافى عن الخدمة بسبب المعارك المستمرة بين الجيش والدعم السريع.


وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، حذر في شهر سبتمبر الماضي خلال زيارة إلى مدينة بورتسودان، من أن النظام الصحي المتداعي في السودان “وصل إلى مرحلة الانهيار”، موضحًا أن ما بين 70 إلى 80 في المائة من المؤسسات والمرافق الصحية توقفت عن العمل تماما.
وقال إن السودان يشهد وضعا صحيا وإنسانيا “طارئا جدا”، وإن التجاوب “ليس بحجم المشكلة الكبيرة. وقدَّر غيبريسوس كلفة الاحتياجات الإنسانية بنحو ملياري و700 مليون دولار، لكن للأسف المتوفر حاليا هو نصف المبلغ.
ووثقت منظمة الصحة العالمية وقوع أكثر من 100 هجوم على الكوادر الصحية والعاملين في مجال العون الإنساني، ومِن أبرز التحديات التي تواجه عمليات العون الإنساني، هي عدم القدرة على تأمين الحدود والمعابر من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وفى يناير المنصرم وافق البنك الدولي على مشروعين يستهدفان استعادة الخدمات الصحية وتعزيز سبل الحصول عليها وتوفير شبكات الأمان لمواجهة حالات الطوارئ في السودان. وبتمويل قدره 182 مليون دولار، يلبي هذان المشروعات الاحتياجات الملحة للمجتمعات المحلية المعرضة للأخطار والمتضررة من الصراعات والكوارث الطبيعية.


ووفق التقارير فان ثلثي السكان لا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية، ونحو 75% من المستشفيات والمنشآت الصحية في مناطق الصراع معطلة، والجزء المتبقي مكتظ للغاية بسبب تدفق المرضى والباحثين عن خدمات الرعاية الصحية، ناهيك عن تفشي أمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وتفاقم هذه الحالات بسبب تعطل الخدمات وتغير المناخ.
ويقدم مشروع المساعدة الصحية تمويلا بقيمة 82 مليون دولار لتعزيز خدمات الرعاية الصحية ويشمل ذلك منحة بقيمة 19.5 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية ومنحة بقيمة 62.5 مليون دولار لمنظمة الامم المتحدة للطفولة “اليونسيف” وكلا المنحتين من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولى.
وكانت منظمة منظمة الصحة العالمية اصدرت نداء جديدا للتمويل تناشد فيه جمع مبلغ 145 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للمتضررين من العنف في السودان، ومساعدة والبلدان المجاورة.

ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس الهجمات على مرافق صحية بالسودان بأنها “مروعة”، محذّرا من أنها تحرم مجتمعات بأكملها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة. وقال غيبريسوس في منشور عبر منصة إكس الهجمات المستمرة على مرافق الرعاية الصحية في السودان مروعة، وأكد أن هذا العنف يؤثر على مجتمعات بأكملها، ويحرمها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تعتبر بالفعل نادرةً بسبب الصراع
وطالب بوقف الهجمات على المرافق الصحية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي، والعمل من أجل السلام في السودان.
واكدت دراسة حديثة خروج جميع مراكز علاج الأورام عن الخدمة عدا مستشفى بمدينة مروى بالولاية الشمالية، وأن 4 ألاف مريضا فقدوا أرواحهم ضمن 7 آلاف مصابا بمرض الكلى، وخروج 70 % من المستشفيات المرجعية عن الخدمة فى الأشهر الأولى بولاية الخرطوم.و ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال فى السودان.
وقالت الدراسة أن معدل سوء التغذية بين الأطفال وصل إلى 15% فى 24 محلية، بينما ارتفع إلى 30% فى محليات الطويلة، أم كدادة، واللعيت بشمال دارفور، وهى مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وأن تزايد حالات سوء التغذية لا يتعلق فقط بنقص الغذاء، بل يرتبط بأمراض الأطفال، وانعدام المياه النظيفة، حيث يفتقرالأطفال فى هذه المحليات يفتقرون إلى التطعيمات والخدمات الصحية الأساسية، مما يزيد من معاناتهم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.