
صفقة سلاح سرية: كيف أسهمت شركة تركية في تأجيج النزاع السوداني؟
الغدالسوداني-وكالات
كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تورط شركة الأسلحة التركية بايكار في تأجيج النزاع المسلح في السودان، عبر توريد شحنات سرية من الطائرات المسيرة والصواريخ إلى الجيش السوداني.
صفقة بملايين الدولارات
وفقًا للسجلات التي حصلت عليها الصحيفة، أبرمت بايكار – أكبر شركة دفاعية في تركيا – صفقة بقيمة 120 مليون دولار مع الجيش السوداني، تضمنت تزويده بثماني طائرات مسيرة من طراز TB2 إلى جانب رؤوس حربية. وجرى تسليم الشحنات في سبتمبر 2024، بمشاركة فريق من الشركة لضمان تنفيذ الصفقة بسلاسة.
أدلة موثقة
أكدت واشنطن بوست أنها حصلت على مجموعة من الأدلة، شملت رسائل نصية، وتسجيلات هاتفية، وصورًا، ومقاطع فيديو، وسجلات مالية، توثق تفاصيل عمليات تسليم الأسلحة إلى السودان. وتم التحقق من هذه المعلومات جزئيًا عبر بيانات الهاتف وصور الأقمار الصناعية، ما يكشف عن دور بايكار في النزاع الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.
ورغم ذلك، لم تستجب بايكار ولا الجيش السوداني أو الحكومة السودانية لطلبات الصحيفة للتعليق على هذه الاتهامات.
مخاطر قانونية وعقوبات دولية
تشير الأدلة إلى أن شحنات الأسلحة هذه قد تشكل انتهاكًا للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على السودان، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات التركية في سعيها لتوسيع نفوذها في القارة الإفريقية.
وفي تعليق من مسؤول بالسفارة التركية في واشنطن، أدلى ببيان مكتوب للصحيفة – بشرط عدم الكشف عن هويته – قال فيه: “تركيا، التي شهدت تداعيات التدخلات الخارجية في السودان، امتنعت منذ بداية الصراع عن تقديم أي دعم عسكري لأي طرف”.
مزايا اقتصادية مقابل الأسلحة؟
وفقًا لوثائق مسربة من بايكار، فإن مسؤولين تنفيذيين في الشركة ناقشوا عقب إتمام الصفقة مع الجيش السوداني إمكانية منح الشركات التركية حقوقًا في مناجم النحاس والذهب والفضة. كما تضمنت الوثائق إشارات إلى احتمال منح تركيا حقوق تطوير ميناء أبو أمامة الاستراتيجي على البحر الأحمر، وهو موقع يحظى باهتمام روسي أيضًا.
وفي الشهر الماضي، أعلنت روسيا والسودان التوصل إلى اتفاق يسمح لموسكو بإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان، مما يعزز النفوذ الروسي في المنطقة.
دور بايكار في التصعيد العسكري
تعد بايكار المورد الرئيسي للطائرات المسيرة للقوات المسلحة التركية، وأحد أبرز المصدرين للمعدات الدفاعية في البلاد. وتتميز طائراتها TB2 بقدرتها على حمل أكثر من 300 رطل من الذخائر، وتعتمد في تصنيعها على مكونات منتجة في الولايات المتحدة.
وتثير هذه الصفقة المخاوف من تصاعد النزاع في السودان، وسط تساؤلات حول التداعيات القانونية المترتبة على انتهاك العقوبات الدولية، ومدى تورط أنقرة في الصراع الدائر في القارة الإفريقية.