دورة
اعلان ماس فيتالس

تحقيق يكشف عن مقبرة جماعية في السودان تضم مئات الضحايا

الغد السوداني-وكالات

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، في تحقيق نشرته اليوم الجمعة، عن العثور على مقبرة جماعية سرية شمال الخرطوم، يُعتقد أنها تضم أكثر من 500 شخص تعرضوا للتعذيب أو التجويع حتى الموت، وذلك استنادًا إلى أدلة حصلت عليها الصحيفة.

 

مركز اعتقال سري وأدلة دامغة على التعذيب

وتمكنت الصحيفة من زيارة قاعدة عسكرية سابقة كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع قبل أن يستعيدها الجيش السوداني. وخلال الزيارة، تم اكتشاف مركز اعتقال مجهول، حيث وُجدت أغلال معلقة، وغرف للعقاب، وبقع دماء متناثرة على الأرض، مما يشير إلى ممارسة التعذيب بشكل ممنهج.

ونقلت الصحيفة شهادات محتجزين سابقين أكدوا تعرضهم للتعذيب المتكرر أثناء اعتقالهم، قبل أن يتم تحريرهم.

 

مقبرة جماعية تضم مئات القبور

وعلى مقربة من مركز الاعتقال، رصد التحقيق وجود ما لا يقل عن 550 قبرًا بلا أسماء، العديد منها حُفر حديثًا، فيما تحتوي بعض القبور على أكثر من جثة واحدة. ووُصفت هذه المقبرة بأنها الأكبر من نوعها التي تم اكتشافها منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان، ما يجعلها إحدى أسوأ جرائم الحرب المرتكبة خلال النزاع.

وأظهرت الفحوص الطبية التي أُجريت على الناجين أنهم تعرضوا للتعذيب وسوء التغذية الحاد، ما يشير إلى أنهم حُرموا من الطعام لفترات طويلة خلال فترة احتجازهم.

 

موقع استراتيجي تحت سيطرة الدعم السريع

وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على هذه القاعدة العسكرية الواقعة بالقرب من قرية جاري شمال الخرطوم، حيث حولتها إلى مركز للقيادة والتدريب بعد اندلاع الحرب في السودان. وتشير صور الأقمار الصناعية والمصادر العسكرية إلى أن هذه المنطقة لم تكن تحوي أي مقابر قبل بدء النزاع في 15 أبريل 2023.

 

إدانة دولية وتحقيق في جرائم حرب

في هذا السياق، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش اكتشاف مركز الاعتقال والمقبرة الجماعية بأنه “أحد أكبر مشاهد الجرائم الفظيعة التي تم الكشف عنها في السودان منذ بداية الحرب”.

ويضيف هذا التحقيق المزيد من الأدلة على الفظائع التي يشهدها السودان وسط النزاع المسلح المستمر، مما يثير تساؤلات ملحة حول المسؤولية والمحاسبة في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في البلاد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.