سودانية تتحدى الحرب والنزوح لتحقيق حلم الفروسية

سهام صالح

صحفية سودانية

الغد السوداني

واجهت الفارسة السودانية دلال محمد رحلة مليئة بالتحديات منذ طفولتها، حيث أجبرتها الحرب في دارفور على النزوح إلى العاصمة الخرطوم وهي في الخامسة من عمرها. لكنها استطاعت، رغم الألم والفراق وتقاليد المجتمع القبلي، أن تشق طريقها نحو تحقيق حلمها بأن تصبح فارسة محترفة، متحديةً العقبات التي واجهتها كفتاة في مجال تهيمن عليه التقاليد الذكورية.

غير أن أحلام دلال تعرضت لضربة قاسية مع اندلاع الحرب في 15 أبريل، حيث وجدت نفسها نازحة للمرة الثانية بعد اعتقال والدها من قبل أحد طرفي النزاع. في حديثها لـ الغد السوداني، أوضحت أن شغفها بالخيل كان دائماً وسيلتها لكسر القيود وتحدي واقع الحروب والنزوح، إلا أن نزوحها الأخير زاد من تعقيد الأمور، إذ تواجه الآن رفضاً مجتمعياً لفكرة أن تمتطي فتاة الخيل، حيث يقتصر هذا التقليد على الرجال في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.

 

 

وأشارت دلال، البالغة من العمر 24 عاماً، إلى أن من أبرز الصعوبات التي تواجهها عدم توفر خيول مناسبة للتمارين، وغياب ميادين التدريب، بالإضافة إلى نقص المعدات والمستلزمات الضرورية للفروسية، مما أجبرها على التدرب بشكل متقطع. كما لفتت إلى أن الخيول في مناطق النزوح تعاني من نقص الأدوية المناسبة، ما يجعلها عرضة للأمراض والموت.

 

 

تعود بدايات دلال في عالم الفروسية إلى سن العاشرة، حيث كانت تتابع الأفلام الوثائقية حول الخيول وتدريبها وتهجينها، قبل أن تنضم إلى مدرسة البقعة للتدريب على الفروسية، ومنها إلى اتحاد سباق الخيل، حيث شعرت بالفخر وهي تخطو أولى خطواتها نحو الاحتراف.

ورغم عشقها لركوب الخيل، لم تتخلَّ دلال عن طموحها الأكاديمي، إذ واصلت دراسة العلوم السياسية، محاوِلةً الموازنة بين دراستها وتدريباتها. وفي رسالتها إلى الفتيات الراغبات في دخول عالم الفروسية، شجّعتهن على تجاوز مخاوفهن والتحديات الاجتماعية، مؤكدةً أن هذه الرياضة لا تعيقها العوامل العمرية أو الجسدية.

تختتم دلال حديثها بحلمها الأكبر: أن تتوقف الحرب، وأن تتمكن من امتلاك حصانها الخاص، لتمثل السودان في البطولات المحلية والعالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.