اعلان ماس فيتالس

مدني تستعيد الحياة – مشاهدات من المدينة المحررة

مدني، محمد الأقرع – في مشهد مهيب ومؤثر، توافدت أعداد كبيرة من الأهالي إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بعد تحريرها من قبضة قوات الدعم السريع. عند محطة السفريات بالسوق الشعبي، علت الزغاريد والتصفيق بمجرد دخول الحافلات القادمة من الولايات الأخرى. وجوه العائدين تحمل خليطًا من الدهشة والفرح، بعضهم سجد شكرًا على عودته، بينما كانت الأحاديث تتردد عن حجم الدمار الذي خلفته الحرب.

 

  • الحياة تعود إلى طبيعتها رغم التحديات

في السوق الكبير، عادت الحياة تدريجيًا. بعض المحلات فتحت أبوابها، والباعة المتجولون ينتشرون وسط زحام المشترين. رغم قلة البضائع وارتفاع الأسعار، خصوصًا قطع الغيار ومواد البناء، إلا أن التجار يعبرون عن تفاؤلهم بقرب التعافي الكامل.

 

  • الجيش والمبادرات الشعبية في سباق لإعادة الإعمار

وسط المدينة، تنشط كتائب الإسناد المدني والمبادرات الشعبية في تنظيف الشوارع وإعادة تشغيل المستشفيات الحكومية. بعض المستشفيات استأنف العمل فعليًا، مستعينًا بكوادر طبية متطوعة. الأجهزة الأمنية تقوم بحملات دهم في بعض الأحياء، حيث ألقت القبض على عدد من المتعاونين مع المليشيا، فيما أفادت مصادر محلية بأن السجن يعج بالمئات من عناصر الدعم السريع الذين وقعوا في الأسر.

 

  • أمن مستتب وانتصار غير مسبوق

الوضع الأمني مستقر إلى حد كبير، حيث تنتشر ارتكازات الجيش في مختلف أرجاء المدينة. المواطنون، رغم معاناتهم خلال الأشهر الماضية، لم يتخلوا عن سلميتهم. ويحتفظ السكان الذين صمدوا خلال فترة الاحتلال بمشاهدات حية عن معركة التحرير، التي شاركت فيها وحدات مظلية وقوات خاصة عبر القوارب النيلية، مؤكدين أن المليشيا لم تنسحب طوعًا بل تكبدت هزيمة ساحقة.

 

  • مشكلة الكهرباء والعودة البطيئة للخدمات

رغم تحسن الأوضاع، لا تزال الكهرباء تمثل العقبة الأكبر أمام استئناف الحياة الطبيعية، حيث لم تصل إلى معظم الأحياء بعد، باستثناء بعض المرافق العامة. لكن انتشار أنظمة الطاقة الشمسية خفف جزئيًا من حدة الأزمة.

 

  • مشاهدات من الطرقات

في شوارع مدني، تتناثر السيارات المنهوبة أو المحطمة، بعضها مقلوب في الحواشات أو مهجور في أطراف القرى المجاورة. وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، فإن مستوى الدمار أقل مقارنة بما شهدته الخرطوم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.