اعلان ماس فيتالس

وزارة الإعلام السودانية توقف “الشرق”.. ونقابة الصحافيين تحذر من “قمع الحريات”

الخرطوم، الغد السوداني – قررت وزارة الإعلام السودانية مساء الخميس حظر عمل مكتب قناة “الشرق” التابع للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) في السودان، في خطوة أثارت قلق نقابة الصحافيين السودانيين التي وصفت القرار بانتهاكٍ صريح لحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات وتهديدٍ للمبادئ الأساسية لحرية التعبير والصحافة.

 

وجاء الإعلان عن الحظر بعد أيام قليلة من تصريحات وزير الإعلام خالد الإعيسر لـ«الشرق الأوسط» في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث أكد الوزير التزام حكومته بحماية حرية الصحافة وتوفير بيئة آمنة للصحافيين، مشددًا على ضرورة التقيد بالمعايير المهنية والوطنية. وفي تصريحات سابقة نفى الإعيسر إمكانية إغلاق أي مؤسسة إعلامية أو تقييد عمل الصحافيين، مما جعل قرار الحظر يبدو مفاجئًا لدى العديد من الأطراف.

 

وفقًا لمصادر مطلعة، فقد تم إبلاغ مكتب “الشرق” بالعاصمة المؤقتة بورتسودان بصدور القرار دون تقديم تفسير رسمي يوضح دوافعه أو معاييره. وفي تغريدة لاحقة على منصة فيسبوك، أعاد الإعيسر تأكيد موقفه بأن بعض وسائل الإعلام نشرت معلومات مستندة إلى وثائق دستورية مجهولة المصدر، متهمةً تلك البيانات بأنها تحمل طابع التكهن وغير مهنية.

 

من جانبها، أدانت نقابة الصحافيين السودانيين القرار في بيان أصدرته يوم الجمعة، معتبرةً إياه محاولة لتقييد العمل الصحافي المستقل وفرض قيود إضافية على حرية التعبير والإعلام. ودعت النقابة كافة المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التضامن مع “الشرق للأخبار” ومواجهة أي محاولات للتقليل من دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق ومراقبة السلطات.

 

وأشار الوزير الإعيسر في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تنظيم العمل الإعلامي في السودان يتماشى مع التجارب الدولية، مبرزًا وجود قوانين في دول مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تمنع نشر معلومات عسكرية قد تؤثر على الأمن القومي. وأكد أن وزارة الإعلام وجهت عدة خطابات رسمية للصحافيين والمؤسسات الإعلامية للتأكيد على ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية دون تقييد حرية التعبير.

 

تأتي هذه الأحداث في ظل جدل متصاعد حول مسألة تنظيم الإعلام في السودان، خاصة بعد سلسلة من الأحداث التي شهدت استهدافًا لوسائل الإعلام المستقلة. ففي ديسمبر الماضي، وبعد تسميته وزيرًا، دعا الإعيسر المراسلين والصحافيين إلى “تنوير صحافي” بمشاركة ضباط من جهاز الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة، في خطوة قوبلت بتحذيرات بشأن نقل أخبار بعض الأطراف المتنازعة، مما أثار تساؤلات حول مدى حرية نقل الأخبار في البلاد.

 

يبقى قرار وزارة الإعلام حاليًا موضوع جدل واسع بين مختلف الأطراف الإعلامية والمجتمعية، في ظل مطالبات بضرورة احترام حرية الصحافة والالتزام بمبادئ الشفافية والمسؤولية في نقل الأخبار، خصوصًا في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها السودان.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.