عيد الحب كيف تحول إلى تجارة؟

سهام صالح

سهام صالح

صحفية سودانية

صورة متحركة

في كل عام، ومع اقتراب الرابع عشر من فبراير، تمتلئ الشوارع والمتاجر بالورود الحمراء والهدايا المغلفة بعناية، بينما تنهال علينا الحملات الإعلانية التي تروج لفكرة أن الحب يمكن شراؤه وتغليفه في علبة مجوهرات أو باقة ورد. أصبح عيد الحب أكثر من مجرد مناسبة رومانسية، بل تحول إلى سوق ضخم تقوده صناعة التسويق بذكاء، مستغلة مشاعر الناس لتحقيق أرباح هائلة

مع مرورالوقت تحول عيد الحب من العاطفة إلي الاستهلاك رغم انه ،في الأصل، كان  مناسبة رمزية للتعبير عن المشاعر من خلال رسائل مكتوبة بخط اليد أو لفتات بسيطة تحمل معاني الحب العميق. لكن مع تطور وسائل الإعلام والتسويق، تغيرت الصورة تدريجيًا، حيث أصبح يُنظر إلى الحب على أنه فرصة لتحقيق المبيعات. تقدم العلامات التجارية نفسها كوسيط ضروري لإظهار المشاعر، فتقنع المستهلكين بأن تقديم هدية فاخرة هو الطريقة “الصحيحة” للاحتفال

كيف تستغل الشركات عيد الحب؟

تلعب استراتيجيات التسويق دورًا رئيسيًا في تعزيز الطابع الاستهلاكي لعيد الحب، ومن أبرز الأساليب المستخدمة

 

* التسويق العاطفي: تعتمد الإعلانات على إثارة العواطف، حيث تروج لفكرة أن الهدية هي الوسيلة الأساسية للتعبير عن الحب، مما يخلق ضغطًا نفسيًا على الأفراد لشراء المنتجات

*الترويج عبر المشاهير والمؤثرين: تستعين الشركات بالمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار الهدايا الفاخرة وكأنها المعيار الأساسي للاحتفال، مما يدفع المتابعين لمحاولة تقليد هذه المظاهر

* التلاعب بالأسعار والعروض الخاصة: ترتفع أسعار المنتجات المرتبطة بالعيد، مثل الورود والشوكولاتة والمجوهرات، بينما يتم تقديم “عروض خاصة” توحي بأنها صفقات مربحة، رغم أن الأسعار غالبًا ما تكون مضاعفة

*خلق الحاجة الوهمية: يتم تصوير عيد الحب وكأنه حدث لا يمكن تفويته، مما يدفع الأفراد إلى الإنفاق حتى لو لم يكونوا في علاقة عاطفية، سواء بشراء هدايا للأصدقاء أو لأنفسهم

ويؤدي التسويق المكثف إلى خلق ضغوط اجتماعية تدفع البعض للشعور بأنهم مضطرون للمشاركة في هذا اليوم حتى لو لم يكن يعني لهم شيئًا. كما قد يسبب الإحباط لدى الأشخاص غير المرتبطين، حيث يتم الترويج للعلاقات المثالية وكأنها المعيار الوحيد للسعادة

 

وبرغم هذا الجهد المكثف  هناك من يحاول مقاومة هذا الاتجاه عبر الاحتفال بطرق شخصية وبسيطة، مثل كتابة رسالة أو قضاء وقت مميز مع الشريك، بعيدًا عن الاستهلاك المفرط.

 

ويبقى سؤال هل يمكن استعادة المعنى الحقيقي لعيد الحب؟

تعليق 1
  1. سلمي يقول

    اساسا هي مناسبه ليس لها طعم ولا معني لان الحب الحقيقي صار غير موجود

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.