
ذو القرنين.. مدرسة جديدة في الأدب السوداني بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
في ردهات معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا الموسم، يتنقل زوار المعرض بين الأرفف المكدسة بالكتب، إلا أن رواية “ذو القرنين.. سِفر الخروج من وادي الطُندب” للصحفي السوداني عبد الناصر الحاج، التي تعرضها دار “إضافة” للنشر والتوزيع، تحظى باهتمام خاص، خاصة مع الحديث عن منهجها الروائي الفريد الذي يُعيد تشكيل أسس الرواية السودانية الحديثة.
صدرت الرواية عن دار “إضافة” عام 2023، لتجسد تجربة أدبية تمزج بين الفنتازيا والواقعية، عبر أسلوب سردي فريد، يرى فيه النقاد نواة مدرسة روائية جديدة. تقف الرواية عند حقبة الاستعمار في السودان، وتركز على انعكاسات تلك الفترة على الوعي الجمعي للسودانيين، لا سيما سكان المنطقة الوسطى من البلاد.
- رواية بين الترميز والواقعية
ينتهج الكاتب أسلوب الترميز مستنداً إلى ثقافة “الورائيات” وعلوم “ما وراء علم النفس (الباراسيكولوجي)، وهو ما يضفي طابعاً فلسفياً عميقاً على الرواية. يناقش العمل قضايا التهميش، احتكاكات الرعاة والفلاحين، وفكر المقاومة الوطنية لدى القبائل الرعوية في مواجهة المستعمر، بالإضافة إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن فيضانات عام 1946.
يقول الكاتب عبد الناصر الحاج في تصريحات خاصة لـ”الغد السوداني”: “أردت في هذا العمل أن أفتح نافذة جديدة على الأدب السوداني، تقدم خطاباً روائياً يلامس القضايا الكبرى من خلال عدسة جديدة تجمع بين الترميز والتاريخ”.
- استجابة القراء والنقاد
الرواية، التي استقطبت قراءً من مختلف الفئات العمرية، أثارت اهتمام النقاد الذين أشادوا بجرأتها في تناول قضايا شائكة وبنائها السردي المختلف. يرى البعض أن “ذو القرنين” تمثل دعوة لابتكار أساليب جديدة في الكتابة تعكس التجربة السودانية في سياقها الأوسع.
محمود أحمد أحد زوار المعرض قال لـ”الغد السوداني”: “الرواية تأخذك في رحلة بين الماضي والحاضر، وتضع أمامك أسئلة وجودية وثقافية تحتاج إلى تأمل عميق”.
- تأثير ممتد
مع النجاح الذي حققته الرواية في الموسم الماضي، تأمل دار “إضافة” أن يسهم عرضها مرة أخرى في معرض القاهرة الدولي للكتاب في تعزيز حضور الأدب السوداني في المحافل الإقليمية والدولية.