اعلان ماس فيتالس

ترامب واتفاقيات أبراهام: هل يقود نفوذه الإقليمي لإنهاء أزمة السودان؟

الخرطوم، الغد السوداني – تعود الأنظار إلى السودان، البلد الذي مزقته الحرب الأهلية منذ أبريل 2023، وسط تكهنات بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد يلعب دورًا محوريًا في إنهاء الصراع الحالي واستعادة الاستقرار.

 

وبحسب مقال لـ”كاميرون هدسون” زميل برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية
في فترة ولايته الأولى، نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، نجح ترامب في إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وضمّه إلى اتفاقيات أبراهام، مما أدى إلى فتح آفاق جديدة للدولة التي كانت تعاني من عقوبات طويلة الأمد. ورغم أن ملف السودان لم يكن في صدارة أولويات السياسة الخارجية الأميركية، إلا أن تحركات ترامب الاستراتيجية تجاه الخرطوم أثبتت فاعليتها في تحقيق خطوات دبلوماسية مهمة.

 

  • السودان بين الماضي والحاضر

في عام 2019، شهد السودان ثورة شعبية أطاحت بنظام عمر البشير الديكتاتوري، مما فتح الباب أمام فترة انتقالية واعدة. لكن التحديات الاقتصادية واستمرار التصنيف كدولة راعية للإرهاب عرقلت التقدم. وجاءت إزالة هذا التصنيف في عام 2020 كبداية جديدة بفضل جهود إدارة ترامب، لكن السودان اضطر لتقديم تنازلات، منها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، للوفاء بشروط واشنطن.

 

اليوم، يواجه السودان أكبر أزمة إنسانية ونزوح في العالم، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وأُجبر 12 مليون شخص على النزوح بسبب الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 

  • دور ترامب في الأزمة الحالية

ترى العديد من الأطراف الإقليمية والدولية أن ترامب يمتلك أدوات فريدة للتعامل مع الأزمة السودانية. علاقاته الشخصية مع زعماء المنطقة ونزعته نحو عقد الصفقات قد تجعل منه الوسيط المثالي لتحقيق الاستقرار في السودان.

 

بينما تتصاعد التوترات بين القوى الإقليمية، خاصة الإمارات، الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، والسعودية ومصر، التي تسعى للحفاظ على استقرار السودان كدولة جوار استراتيجية، يمكن لدور أميركي فعال أن يعيد تشكيل توازن القوى ويدعم مسار السلام.

 

  • مخاطر وتحديات

الصراع في السودان لا يقتصر على مواجهات داخلية فقط، بل يُستخدم كساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية. من جهة، تستفيد روسيا وإيران من استمرار النزاع، ومن جهة أخرى، تحاول القوى الإقليمية منع عودة الإسلاميين إلى السلطة.

 

ومع تصاعد الدعوات في الكونغرس الأميركي لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الأطراف الخارجية المتورطة، تبرز الحاجة إلى دور رئاسي أميركي أكثر حسمًا.

 

  • الآفاق المستقبلية

يمكن أن تمثل عودة ترامب للبيت الأبيض فرصة لإعادة ترتيب الأولويات الأميركية في السودان. فكما نجحت إدارته في إزالة السودان من قائمة الإرهاب وضمّه إلى اتفاقيات أبراهام، قد تكون المرحلة المقبلة شاهدة على خطوات جديدة نحو إنهاء الحرب وإعادة بناء البلاد.

 

السودان اليوم يقف على مفترق طرق، والفرصة ما زالت قائمة لصناعة السلام والاستقرار بدعم دولي. لكن هل سيكون لترامب دور في كتابة هذه الصفحة الجديدة من تاريخ السودان؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.