اعلان ماس فيتالس

12 عامًا على رحيل “الحوت” و29 لـ”أبو السيد”: كيف يُعيد السودانيون إحياء الأمل وسط الحرب؟

سهام صالح

صحفية سودانية

بينما تعصف الحرب بأرجاء السودان، يبقى الفن ذاكرةً جماعيةً ومصدرًا للأمل وسط الظلام. في يناير من كل عام، يجتمع السودانيون لإحياء ذكريين عزيزتين، الأولى لرحيل الفنان محمود عبدالعزيز “الحوت” قبل 12 عامًا، والثانية لرحيل مصطفى سيد أحمد قبل 29 عامًا. كلاهما بات رمزًا للأغنية السودانية، وكل منهما حمل رسالة تتجاوز الإبداع الفني إلى ملامسة قضايا الشعب السوداني.

 

  • “الحواتة”: إرث حي

منذ أن غيّب الموت محمود عبدالعزيز في 17 يناير 2013، ظل جمهوره المعروف بـ”الحواتة” يثبت أن فنه أكبر من الزمان والمكان. رغم مأساة الحرب وتحديات النزوح واللجوء، يجد “الحواتة” الوقت لتنظيم فعاليات إحياء ذكرى “الحوت”. تشمل هذه الفعاليات حفلات غنائية، جلسات استماع لأعماله، معارض مقتنياته، وبرامج تسلط الضوء على مسيرته.

 

يرى جمهوره في أغانيه مرآة لمعاناتهم وآمالهم، فأغانيه مثل “عزة جاية” أصبحت نشيدًا للثورة والحرية. يقول مهند بكري، صحفي سوداني: “محمود لم يكن مجرد فنان؛ كان إنسانًا ثائرًا بفنه، واليوم نستمد من إرثه الأمل وسط هذا الخراب”.

 

  • مصطفى سيد أحمد: الوطن والإنسانية

في ذات الشهر، يستذكر السودانيون مصطفى سيد أحمد، الذي رحل في 17 يناير 1996 بعد صراع مع المرض. مصطفى كان يُعرف بصوت المهمشين، إذ عبّرت أغانيه عن معاناة الشعب وأحلامه، وواجه بسببها التضييق والملاحقة.

 

ترك مصطفى إرثًا تجاوز 100 أغنية، كثير منها نُشر بعد وفاته بجهود محبيه. تستمر فعاليات ذكرى رحيله بتنظيم جلسات استماع، ندوات ثقافية، ومعارض تسلط الضوء على مسيرته الفنية.

 

  • الفن في مواجهة الحرب

رغم أهوال الحرب، يجد السودانيون في فن هؤلاء الرموز قوةً تُقاوم الإحباط. يعكس ذلك قدرة الشعب على التمسك بالهوية الثقافية وإحياء رموزه الفنية كجسرٍ للتواصل والتكاتف.

 

يقول الناقد الفني محمد آدم: “الفن ليس ترفًا في السودان؛ إنه وسيلة للبقاء. ما يفعله السودانيون في ذكرى محمود ومصطفى رسالة واضحة: لن نسمح للحرب أن تمحو إرثنا”.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.