أمريكا تُصعد ضد حميدتي: تداعيات عقوبات واشنطن على حرب السودان
أعلنت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 7 يناير 2025 توصلها إلى أن قوات الدعم السريع السودانية وفصائل متحالفة معها ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في السودان. القرار، الذي يأتي بعد أشهر طويلة من النزاع الدموي، أُرفق بعقوبات ضد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تشمل تجميد أصوله في الولايات المتحدة ومنعه من دخول أراضيها
- إدانة دولية جديدة: هل تحسم مسار الصراع؟
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان، أن قوات الدعم السريع استهدفت مدنيين على أسس عرقية، بما في ذلك عمليات قتل جماعي واغتصاب ممنهج. وأضاف أن “الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية”.
العقوبات الجديدة تمثل ضغطًا إضافيًا على حميدتي وقواته، التي تخوض حربًا ضد الجيش السوداني منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023. وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية، أدى هذا النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني، مع تحذيرات من مجاعة واسعة النطاق.
- رسائل ضمنية وأهداف استراتيجية
تسعى واشنطن، من خلال هذه الخطوة، إلى إرسال رسائل متعددة: الأولى أنها لن تتهاون مع مرتكبي الجرائم الدولية، والثانية أنها تضع ملف السودان ضمن أولوياتها الجيوسياسية، مع تعقيدات النزاع المحلي والإقليمي.
- هل تشمل العقوبات قادة الجيش؟
حتى الآن، ركزت العقوبات على حميدتي وقواته، لكن السؤال الذي يطرحه المراقبون: هل ستشمل العقوبات قادة في الجيش السوداني، الذين يواجهون بدورهم اتهامات بانتهاكات واسعة النطاق؟
يرى محللون أن العقوبات قد تمتد في المستقبل إذا استمر الجمود السياسي والعسكري، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب والتحول نحو حكومة مدنية.
- أثر القرار على الأرض
رغم تأثير العقوبات على قيادة الدعم السريع، فإنها قد لا تغيّر كثيرًا في ديناميكيات المعارك على الأرض، حيث تعتمد قوات الدعم على تمويلات خارجية وقنوات غير رسمية لتسيير عملياتها.
وفي ظل فشل الأطراف المتناحرة في التوصل إلى تسوية، يتوقع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية، التي تواجه تحديات كبرى أبرزها نقص المساعدات الدولية وصعوبة إيصال الإغاثة.
قرار واشنطن قد يعيد صياغة المواقف الدولية تجاه الأزمة السودانية، لكنه يفتح الباب لتساؤلات حول فعالية العقوبات في ظل غياب رؤية شاملة لحل سياسي ينهي هذا الصراع المدمر.