استقالة مفاجئة لترودو: ماذا يعني رحيله للمشهد السياسي في كندا؟

أوتاوا، الغد السوداني (وكالات) – أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته المفاجئة من منصبه الذي شغله لأكثر من عقد، في خطوة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في كندا وسط أزمات داخلية وضغوط خارجية. وأكد ترودو أنه سيظل في منصبه لتسيير الأعمال حتى يختار الحزب الليبرالي خليفة له.

 

وأثار الإعلان، الذي جاء خلال مؤتمر صحفي في أوتاوا أمس الاثنين، موجة من التساؤلات حول مستقبل الحزب الليبرالي وموقف كندا من التحديات العالمية. وقال ترودو، البالغ من العمر 54 عامًا، “لقد أصبح واضحًا لي أن كندا بحاجة إلى قيادة جديدة… وأنا لا أستطيع أن أخوض معارك داخلية وأقود البلاد في نفس الوقت”.

 

  • تداعيات استقالة ترودو: أزمات داخلية وضغوط خارجية

تأتي هذه الاستقالة في وقت حرج للحكومة الكندية، حيث تواجه البلاد أزمات متعددة تشمل التضخم المتصاعد، أزمة الإسكان، وتدهور جودة الخدمات العامة. كما أن استقالة نائبته المفاجئة قبل أسابيع، وسط خلافات حول السياسة التجارية مع الولايات المتحدة، أضعفت موقفه داخليًا.

 

من جهة أخرى، يُنظر إلى استقالة ترودو على أنها نتيجة لتراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه يتأخر بفارق 20 نقطة عن زعيم المعارضة المحافظ بيار بوالييفر، وهو ما يعكس انعدام الثقة في سياساته الاقتصادية.

 

  • ترامب وتصعيد الحرب التجارية

الإعلان عن استقالة ترودو تزامن مع تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 25% على السلع الكندية والمكسيكية. وسبق أن سافر ترودو إلى فلوريدا في محاولة لتخفيف التوترات التجارية، إلا أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تعيد تلك الخلافات إلى الواجهة.

 

وعلّق ترامب على استقالة ترودو قائلاً: “إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فإن الضرائب ستنخفض، وستختفي التعريفات الجمركية، وستكون كندا آمنة من أي تهديد خارجي”.

 

  • ردود أفعال داخلية ودولية

فيما تستعد كندا لمشهد سياسي جديد، أبدت الولايات المتحدة دعمها للشعب الكندي خلال هذا التحول. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، “نحن نقف مع كندا وشعبها في اختياراتهم”.

 

أما داخل كندا، فقد أثارت استقالة ترودو انقسامًا بين مؤيدين يرون أنها فرصة لتغيير القيادة، ومعارضين يعربون عن قلقهم من مستقبل الحزب الليبرالي.

 

  • المرحلة القادمة

من المتوقع أن تستغرق عملية اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي أشهرًا، مما يعني أن ترودو سيظل رئيسًا للحكومة حتى اكتمال العملية. ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2025، قد تكون هذه الاستقالة نقطة تحول في تاريخ السياسة الكندية.