
تحقيقات وتساؤلات تهدد استبدال العملة السودانية: ما مصير الموعد النهائي؟
مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده بنك السودان المركزي لاستبدال الفئات القديمة من العملة السودانية من فئتي 500 و1000 جنيه، تتصاعد التحديات والعقبات التي تواجه المواطنين والجهات المصرفية. فقد أعلنت السلطات أن يوم الاثنين، 6 يناير 2025، هو آخر يوم لاستبدال العملات القديمة، وهو ما يجعل العد التنازلي لهذه العملية يكتسب أهمية بالغة في ظل أوضاع معقدة.
- الأمن أولًا: عائق الخدمات المصرفية
تشكل الأوضاع الأمنية المتدهورة في عدة ولايات سودانية أحد أبرز التحديات أمام استبدال العملة. النزاعات المستمرة والنشاطات المسلحة في بعض المناطق حدت من وصول فرق المصارف والخدمات المصرفية إلى المواطنين، ما يهدد بفشل بعض سكان هذه المناطق في اللحاق بالمهلة المحددة.
- العملات المزيفة: التحدي الذي أرهق السوق
على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال ظاهرة انتشار العملات المزيفة تشكل تهديدًا كبيرًا. أشار مراقبون إلى أن تسرب كميات ضخمة من العملات المزيفة أسهم في زيادة التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما ألقى بظلاله على استقرار السوق النقدي والمالي في السودان.
- البنية التحتية المصرفية: ضعف يحد من التوسع
البنية المصرفية الهشة، خاصة في المناطق الريفية، تمثل تحديًا إضافيًا. يعاني كثير من المواطنين من غياب الفروع المصرفية القريبة أو خدمات إلكترونية بديلة تتيح لهم استبدال العملات القديمة بسهولة.
- مواقف الأطراف المسلحة: المقاومة تفاقم الأزمة
أعلنت قوات الدعم السريع موقفها الرافض لعملية استبدال العملة، مما أضاف بعدًا سياسيًا وأمنيًا معقدًا للعملية. هذه المعارضة تزيد التوترات وتجعل من الصعب تنفيذ الخطة في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات.
- تحقيق في تسرب العملات المخصصة للإتلاف
وفي خضم هذه التحديات، أعلنت النيابة العامة في السودان فتح تحقيق حول تسرب كميات من العملات المخصصة للإتلاف من بنك السودان المركزي. تم الكشف عن اختفاء ملايين الجنيهات، ما أثار قلقًا بشأن نزاهة الإجراءات المتبعة.
أكدت النيابة العامة أن أي تسرب من الأموال العامة يمثل خطرًا جسيمًا على الاقتصاد الوطني، مشددة على ضرورة كشف الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن أي فساد.
- ماذا بعد؟
مع اقتراب الموعد النهائي، يبقى التساؤل: هل ستتمكن الحكومة السودانية من تجاوز هذه التحديات وإنجاح عملية استبدال العملة؟ وهل سيكون المواطنون قادرين على تلبية الشروط في ظل هذه العقبات؟