الأزمة السودانية أمام مجلس الأمن: مساعدات أمريكية ومواقف روسية وإماراتية
نيويورك، الغد السوداني – أعلنت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية للسودان بقيمة 200 مليون دولار، استجابةً لتفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع المستمر منذ أبريل 2023. جاء هذا الإعلان يوم الخميس، 19 ديسمبر 2024، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي تناول الأزمة السودانية.
وأكد بلينكن أن المساعدات الجديدة ستُخصص لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية لملايين السودانيين المتأثرين بالنزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينهم 2.5 مليون لاجئ إلى دول الجوار. وبإضافة هذه المساعدات، يصل إجمالي الدعم الإنساني الأمريكي للسودان إلى أكثر من 2.3 مليار دولار خلال أقل من عامين.
دعم المجتمع المدني
إلى جانب المساعدات الإنسانية، أوضح بلينكن أن الولايات المتحدة تعمل مع الكونغرس لتخصيص 30 مليون دولار إضافية لدعم منظمات المجتمع المدني وتعزيز الحوار بين السودانيين بشأن مستقبل البلاد. هذا الإعلان يعكس التزام واشنطن بدعم الحلول السلمية للأزمة السودانية.
مطالب بتصنيف الدعم السريع جماعة ارهابية
أكد السفير الحارث إدريس، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، خلال كلمته أمام مجلس الأمن، وجود دعم خارجي لموصفها بمليشيا الدعم السريع عبر الإمارات، بما في ذلك استقدام مرتزقة كولومبيين. وطالب بوقف تدفق السلاح، تصنيف المليشيا كجماعة إرهابية، وإعادة تموضعها تحت إشراف أممي، مشددًا على حماية المدنيين وبدء عملية سياسية شاملة.
تصريحات دولية بارزة
تخلل اجتماع مجلس الأمن مواقف لافتة من عدة دول. مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أكد التزام بلاده بحماية سيادة السودان، منتقدًا أي تدخلات دولية قد تُفرض دون موافقة السلطات السودانية. وأشار إلى أن موسكو استخدمت حق النقض ضد قرار أممي بشأن السودان الشهر الماضي.
في المقابل، نفى السفير الإماراتي محمد عيسى أبو شهاب أي مزاعم تفيد بأن بلاده تسعى للاستفادة من النزاع السوداني. وأكد على استمرار الإمارات في دعم العمليات الإنسانية، مشددًا على ضرورة وضع مصالح الشعب السوداني فوق أي أهداف عسكرية.
التحديات الإنسانية
يعيش السودان أزمة إنسانية خانقة مع دخول النزاع شهره العشرين. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات، وسط نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية. وتتضاعف معاناة السودانيين مع استمرار القتال بين الأطراف المتنازعة، مما يجعل المساعدات الدولية شريان حياة رئيسي للمتضررين.
مسار الحلول السياسية
رغم الجهود الدولية، تواجه الأطراف الفاعلة تحديات كبيرة في التوصل إلى حلول سلمية للصراع. وبينما تواصل واشنطن التركيز على دعم المدنيين وتقوية دورهم في الحوار الوطني، تبقى المواقف الدولية الأخرى، مثل روسيا والإمارات، مؤثرة في تشكيل المشهد السوداني.
أهمية التحرك الدولي
تأتي هذه المساعدات والدعوات الدبلوماسية وسط تصاعد الضغوط على المجتمع الدولي لإنهاء معاناة السودانيين. ومع استمرار الخلافات السياسية والعسكرية بين الأطراف السودانية، تبدو الحاجة ملحّة لتكثيف الجهود الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا للصراع ويعيد الاستقرار إلى البلاد.