19 ديسمبر استقلال السودان وذكرى الثورة: تاريخ يجمع بين الماضي والحاضر

سهام صالح

صحفية سودانية

خاص، الغد السوداني – يصادف اليوم، 19 ديسمبر 2024، الذكرى التاسعة والستين لإعلان استقلال السودان من داخل البرلمان عام 1955، في خطوة تاريخية شكلت نقطة تحول جذري في مسار البلاد. تلك اللحظة التي أعلن فيها الزعيم إسماعيل الأزهري، من تحت قبة البرلمان، استقلال السودان “حراً مستقلاً بكل حدوده الجغرافية”، كانت بمثابة إعلان ميلاد جديد للأمة السودانية.

اليوم، يعيد السودانيون إحياء هذا اليوم التاريخي وسط واقع يكتنفه الأمل في استعادة مكتسبات ثورة ديسمبر 2018، التي اندلعت لاستكمال مسيرة الاستقلال بمعناه الشامل، متجاوزة الاستقلال السياسي نحو الحرية والعدالة والسلام.

ربط التاريخ بين الحدثين يكشف عن التشابه في الروح النضالية التي تجمع السودانيين في مواجهة التحديات. ففي كلا اللحظتين، كانت الوحدة الشعبية هي الركيزة التي حسمت مصير البلاد، سواء في طرد المستعمر أو الإطاحة بحكم استبدادي، مما يؤكد أن نضال السودانيين من أجل السيادة والحرية يمتد عبر الأجيال.

تأتي الذكرى الـ69 للاستقلال في ظل أوضاع معقدة يعيشها السودان، حيث تتفاقم الحرب الداخلية ومخاطر التقسيم وسط أزمة اقتصادية خانقة. هذا التحدي التاريخي يعيد للأذهان أهمية الوحدة التي جمعت السودانيين عام 1955 ودفعتهم لنيل الاستقلال. وبين الماضي والحاضر، يظل السودان بحاجة ماسة للتكاتف لإعادة بناء دولة تسودها الحرية والعدالة والسلام.

ومع استمرار التحديات، يتذكر السودانيون اليوم أن إعلان الاستقلال لم يكن نهاية المطاف بل بداية لمسار طويل نحو تحقيق الأحلام الكبرى. وفي ذكرى إعلان استقلالهم، يستحضرون معاني التضحية والوحدة، مؤكدين أن النضال من أجل سودان حر ومستقل لا يزال مستمراً.