اختطاف علني في بورتسودان: هل تخرج الأمور عن السيطرة؟
بورتسودان، الغد السوداني – شهدت مدينة بورتسودان “العاصمة الإدارية المؤقتة” حادثة اختطاف مروعة أمام الحديقة العامة قرب المسجد، حيث أقدم مسلحون يرتدون الزي العسكري، يُعتقد أنهم يتبعون لإحدى الحركات المسلحة المنبثقة عن اتفاق جوبا، على اختطاف أحد المواطنين. ووفقاً لشهود عيان، اندلعت مطاردة بين المسلحين والمختطف، الذي أبدى مقاومة شديدة قبل أن يتم القبض عليه وسط حالة من الفوضى.
الحادثة أثارت حالة من القلق والغضب بين سكان المنطقة، الذين تجمعوا في موقع الحادث. ووصف شهود عيان المشهد بأنه ينذر بتصاعد حالة الفوضى إذا لم تتحرك الأجهزة الأمنية لفرض هيبة القانون.
السكان المحليون أعربوا عن استيائهم من تصرف المسلحين، معتبرين أن مثل هذه الأفعال تُقوّض سيادة القانون، خاصة إذا كانت صادرة عن جهات تتمتع بحصانة بموجب اتفاقيات سياسية.
وقال أحد السكان المحليين: “ليس هناك مبرر لأي جهة مهما كانت الحصانة أو الاتفاقيات التي تحميها أن تمارس القانون خارج السلطات العدلية، أو أن تضع المتهمين في حاويات بين الشاحنات.”
وتساءل آخرون عن العلاقة بين اتفاق جوبا للسلام ومثل هذه الحوادث، مؤكدين أن هذه الممارسات تتعارض مع نصوص الاتفاق، التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار، وليس خلق بيئة فوضوية.
وأكد متحدث باسم أحد منظمات المجتمع المدني في المدينة أن “التسامح مع مثل هذه السلوكيات يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المدينة.”
تأتي هذه الحادثة في وقت تعاني فيه بورتسودان من توترات أمنية متزايدة نتيجة الصراعات في البلاد، ما يضع تحديات كبيرة أمام السلطات المحلية لضبط الأوضاع، خصوصاً مع وجود جهات مسلحة تنشط في المدينة وتستغل الحصانات القانونية لتحقيق مصالحها.