تناقض الكابتن هيثم مصطفى: بين الإشادة بفلوران والهجوم عليه.. أين الموضوعية؟

(تحليل) 

في كرة القدم، التحليل الفني لا يقتصر على قراءة الأداء في مباراة واحدة، بل يعتمد على تقييم شامل لعمل المدرب على المدى الطويل. تصريحات الكابتن هيثم مصطفى، أحد أبرز نجوم كرة القدم السودانية، أثارت جدلاً واسعاً بعد تحوله من الإشادة بفلوران إبينيجي عقب مواجهة الشباب التنزاني، إلى وصفه بأنه “الحلقة الأضعف” بعد لقاء مازيمبي. هذا التناقض يطرح تساؤلات حول موضوعية التحليل وأهميته في دعم الفريق.

في مباراة الشباب التنزاني، وصف هيثم فلوران بأنه “صاحب قيمة فنية كبيرة”، مشيراً إلى دوره في تحقيق الانتصار. لكن بعد مواجهة مازيمبي، انقلب الخطاب بوصف المدرب بأنه “ضعيف فنياً”. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن الحكم على مدرب بناءً على نتيجة مباراة واحدة؟ المدرب الذي أشاد به هيثم لقراراته الفنية تحول إلى محور الانتقاد دون النظر إلى تطور الفريق ككل.

انتقاد فلوران بسبب أخطاء تكتيكية في مباراة واحدة يتجاهل حقيقة أن الهلال خرج منتصراً أمام مازيمبي، وهو ما يعكس شخصية الفريق وقدرته على تجاوز الصعاب. التحليل العميق يتطلب التمييز بين الأخطاء الفردية والعمل الكلي، وهو ما يبدو غائباً عن تصريحات هيثم الأخيرة.

إحدى المشكلات الأخرى التي ظهرت في تحليل هيثم هي الخلط بين العامية والفصحى، مما قد يربك المتابعين. التحليل الفني للجماهير يحتاج إلى لغة واضحة ومصطلحات دقيقة تسهم في تعزيز الفهم الفني.

بدلاً من التركيز على الانتقاد المتناقض، يمكن للكابتن هيثم، بخبرته الكبيرة، تقديم تحليلات متوازنة تبرز الإيجابيات والسلبيات دون مبالغة. الجمهور ينتظر من المحللين الفنيين تقديم رؤية ناضجة تسهم في رفع وعي المشجعين ودعم الفريق.

كرة القدم السودانية بحاجة إلى نقاشات فنية أكثر عمقاً ومصداقية. فلوران إبينيجي، رغم أخطائه، أظهر تطوراً ملموساً مع الهلال، والانتقاد غير المتزن لا يخدم الفريق ولا الرياضة.