أزمة اللاجئين السودانيين بمصر: البرد يهدد الأرواح ومبادرات تسابق الزمن
القاهرة، (خاص) الغد السوداني – على أطراف القاهرة، وفي أزقة لا تصلها أشعة الشمس كثيرًا، يواجه مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين ظروفًا إنسانية قاسية في ظل غياب المأوى وشتاء يزداد قسوة يومًا بعد يوم. هؤلاء الناجون من الحرب والصراعات الدامية في السودان وجدوا أنفسهم بلا غطاء أو دفء في شتاء هذا العام، وسط معاناة تتضاعف مع نقص الموارد وضعف استجابة المنظمات الإنسانية.
حياة بلا مأوى
تعاني العديد من الأسر السودانية التي لجأت إلى مصر من عدم توفر السكن المناسب، ما يدفع بعضها للإقامة في العراء أو في مساكن مؤقتة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. وتتفاقم الأزمة مع انعدام التدفئة ونقص الملابس الشتوية، مما يعرض الأطفال وكبار السن لخطر الإصابة بأمراض البرد.
مبادرات سودانية لإنقاذ اللاجئين
في مواجهة هذه الكارثة، أطلقت مجموعة من الشخصيات المصرية والسودانية البارزة، من بينهم البروفيسور صديق تاور، والدكتور صلاح الأمين، والأستاذ بازرعة عبد الماجد، حملة إنسانية تهدف لجمع 100 ألف بطانية لتوفير الدفء للأسر المتضررة.
الصحفية المصرية والمهتمه بالشأن السوداني، أسماء الحسيني، إحدى القائمات على المبادرة، أوضحت أن الحملة جاءت استجابة سريعة للأوضاع المزرية التي يعيشها اللاجئون، مشيرةً إلى أن متوسط سعر البطانية يبلغ 300 جنيه مصري، ما يجعل الحملة بحاجة ماسة لدعم الجميع، سواء بالتبرعات العينية أو المادية.
الشتاء لا ينتظر
أوضاع اللاجئين في مصر ليست مجرد أرقام؛ هي قصص معاناة حقيقية لأفراد فقدوا كل شيء ويحاولون التشبث بالحياة. تقول الحاجة مريم، لاجئة من الخرطوم، إنها وأطفالها ينامون على أرضية باردة في منزل لايوجد فيه تدفئة، مضيفةً: “لا نملك سوى الأمل ودعواتنا لمن يساعدنا.”
دعوة للتضامن
تأتي هذه المبادرة كنداء عاجل لكل من يستطيع تقديم العون، سواء كانوا سودانيين في الداخل أو الخارج، أو أي جهة تسعى لتخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين. إنها فرصة لمد يد العون لأولئك الذين يعيشون على حافة المأساة.
في هذا الشتاء القاسي، يظل التضامن الإنساني هو الأمل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح من البرد والجوع.