رغم الحرب.. سوق محاصيل النهود يتحدى الأزمات الاقتصادية في السودان

النهود، الغد السوداني – على الرغم من الصراعات الدائرة في السودان، ما زال سوق محاصيل مدينة النهود بمحلية شمال كردفان يواصل نشاطه، مشكِّلاً شرياناً حيوياً للاقتصاد المحلي ومصدراً للدخل للمزارعين والتجار على حد سواء.

في وسط التحديات، تتباين أسعار المحاصيل بين نظامي البيع النقدي والبيع عبر تطبيقات التحاويل المصرفية المعروفة محلياً بـ(بنكك). هذا التباين يعكس تعقيدات الأوضاع الاقتصادية الراهنة والابتكار في مواجهة الأزمات.

 

أسعار المحاصيل في ظل الأزمات

الفول السوداني، المحصول الأكثر رواجاً في السوق، شهد تفاوتاً ملحوظاً في الأسعار، حيث بلغ سعر القنطار بالنقد ما بين 23 ألف جنيه و25 ألف جنيه، بينما ارتفع السعر عبر التحاويل المصرفية إلى حدود 26 ألف جنيه.

بالنسبة للفول المقشور، تراوح سعر الطن بالنقد بين 750 ألف و780 ألف جنيه، بينما تجاوز حاجز 850 ألف جنيه عبر التحاويل، ووصل في بعض الحالات إلى 890 ألف جنيه.

أما الصمغ العربي، فقد حافظ على استقراره رغم قلة المعروض، مسجلاً أسعاراً تراوحت بين 190 ألف و210 ألف جنيه للقنطار.

السمسم، الذي يُعد من المحاصيل الرئيسية، سجل أسعاراً تتراوح بين 70 ألف و75 ألف جنيه بالنقد.

في حين بقي الكركدي في أدنى مستوياته بسعر قنطار يتراوح بين 35 ألف و40 ألف جنيه.

الحرب والتكيف الاقتصادي

مع استمرار الحرب، يبرز سوق النهود كمثال على مرونة المجتمعات المحلية التي تسعى للحفاظ على دورة الحياة الاقتصادية. وقد أثبت استخدام التكنولوجيا في التحاويل المصرفية دوره في تجاوز العقبات المالية، مما أتاح للتجار مرونة أكبر في إتمام الصفقات، رغم الفجوة بين الأسعار النقدية وأسعار التحاويل المصرفية.

 

أهمية سوق النهود

سوق النهود لا يقتصر فقط على كونه مركزاً تجارياً؛ بل هو جزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي لولاية شمال كردفان. فمع كل موسم حصاد، يتحول السوق إلى ملتقى اقتصادي يربط المزارعين بالتجار والمستهلكين، مما يعزز الترابط الاقتصادي رغم الصعوبات الأمنية واللوجستية.