من النيل الأبيض إلى كردفان: النزوح يفاقم مأساة السودانيين
الخرطوم، الغد السوداني – تعيش آلاف الأسر السودانية ظروفًا مأساوية بسبب الحرب المستمرة في البلاد، حيث تزايدت موجات النزوح بشكل كبير نتيجة التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأدى ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني في مناطق مثل النيل الأبيض وشمال كردفان، ما يجعل الأزمة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
نزوح متصاعد ومعاناة متزايدة
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية، شهدت محليات الجبلين والدويم وأم رمتة في ولاية النيل الأبيض ومحلية أم روابة في شمال كردفان موجات نزوح جديدة خلال الأسبوع الأول من ديسمبر 2024. وقدّر التقرير نزوح نحو 153 أسرة من أم روابة وحدها بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة، بينما نزحت 3219 أسرة من مناطق أخرى نتيجة الهجمات العنيفة.
عائشة أحمد، 38 عامًا، وهي إحدى النازحات من مدينة أم روابة، تقول: “اضطررنا للهرب وسط الليل، تركنا منازلنا ومزارعنا بحثًا عن مكان آمن، لكننا لم نجد سوى المجهول.”
نزوح غير مسبوق: أرقام صادمة
تشير التقديرات إلى أن الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 تسبب في نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان، من بينهم 8.6 مليون نزحوا خلال العام الأخير فقط. ووفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، يمثل هذا النزوح واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث بات نحو 30% من سكان السودان نازحين داخليًا.
بحسب، مدير إحدى منظمات الإغاثة المحلية: “البنية التحتية في مناطق النزوح مدمرة بالكامل، الخدمات الصحية والغذائية شبه معدومة، والمساعدات الإنسانية غير كافية لتلبية احتياجات الأسر المتضررة.”
أزمة إنسانية غير مسبوقة
لم يقتصر التأثير على النازحين فقط، بل امتد إلى تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وطرق الإمداد، مما فاقم المعاناة. ومع اقتراب الشتاء، تواجه الأسر النازحة تحديات إضافية، منها نقص المواد الغذائية والمأوى، ما يعرض الآلاف لخطر المجاعة والأمراض.
نداء إنساني عاجل
تتزايد المطالبات الدولية والمحلية بضرورة تكثيف الجهود الإغاثية وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية. ومع استمرار الحرب، تبقى معاناة السودانيين في ازدياد، مما يضع البلاد أمام خطر انهيار إنساني شامل.