عودة قطار الشرق: بارقة أمل جديدة للسودان بعد الحرب

عطبرة، الغد السوداني – في خطوة تاريخية تحمل رمزية عالية لإعادة بناء السودان بعد الدمار الذي خلفته الحرب، أعلنت هيئة سكك حديد السودان استعادة حركة “قطار الشرق” بين محطتي عطبرة وبورتسودان، وهو ما يمثل بارقة أمل للسودانيين وسط الأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة.

أوضح المهندس موسى القوم الجهدي، المدير العام لهيئة سكك حديد السودان، خلال مؤتمر صحفي في عطبرة أن هذا الإنجاز يعكس الجهود المبذولة لإحياء قطاع السكك الحديدية الذي دُمّر بنسبة 80% بفعل الحرب والسيول. وأكد الجهدي أن الهيئة تتبنى خطة طموحة لتطوير البنية التحتية وإعادة تشغيل القطارات التي تعدّ شريان حياة للاقتصاد والمجتمع السوداني.

بين الحرب والتعافي

الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 ألحقت أضراراً بالغة بقطاع النقل، متسببةً في شلل تام لمعظم خطوط القطارات بما في ذلك الخطوط الرئيسية التي كانت تربط الخرطوم بالمدن الكبرى مثل مدني وكوستي ونيالا. وأدت الحرب إلى عمليات سلب ونهب شملت محطات القطارات وقضبان السكك، مما زاد من تعقيد المشهد.

وسط هذه التحديات، تمكنت هيئة سكك حديد السودان من إعادة تشغيل خط عطبرة – بورتسودان، الذي يمثل شرياناً أساسياً لنقل البضائع مثل القمح والملح، بالتعاون مع شركات مثل “سيقا”. وبالرغم من صعوبة الظروف، يعكس هذا الإنجاز جهوداً متواصلة لإعادة الحياة إلى هذا القطاع الحيوي.

بورتسودان: عاصمة مؤقتة وطموح مستقبلي

تحوّلت مدينة بورتسودان الساحلية إلى العاصمة المؤقتة للسودان بفعل الأوضاع الأمنية التي فرضتها الحرب، ما منحها دوراً محورياً في إدارة البلاد. وجعل هذا التحول من إعادة تشغيل خط “قطار الشرق” ضرورة قصوى لدعم النقل الداخلي وتأمين الإمدادات الضرورية.

بالإضافة إلى تشغيل الخط، أعلنت الهيئة عن خطط لصيانة خطوط أخرى مثل عطبرة – وادي حلفا، وهو ما يفتح الباب لاستعادة المزيد من الشبكات المتوقفة.

رمزية إعادة التشغيل

تعدّ عودة “قطار الشرق” خطوة تحمل رمزية تتجاوز الجوانب الاقتصادية، إذ تمثل إرادة الشعب السوداني في الصمود وإعادة بناء ما دمرته الحرب. ورغم التحديات الكبيرة، تعمل الهيئة بخطى حثيثة لتحقيق هذه الرؤية وسط أجواء من التفاؤل الحذر.