حمدوك في ختام اجتماع “تقدم” بعنتيبي: دعوة لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل

عنتيبي، كمبالا (الغد السوداني) – أكد عبد الله حمدوك، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، أن وحدة القوى المدنية تُعد الأساس لمواجهة التحديات الراهنة في السودان، مشيراً إلى أن البلاد تمر بمرحلة كارثية تتطلب تضافر الجهود لإنهاء الحرب ومعالجة تداعياتها الإنسانية والسياسية.

جاء ذلك خلال خطابه في الجلسة الختامية لاجتماعات الهيئة، التي استمرت أربعة أيام في مدينة عنتيبي الأوغندية. تناول الاجتماع، الذي شارك فيه ممثلون عن مكونات التحالف، قضايا الجبهة المدنية والعملية السياسية، مؤكداً على أهمية التشاور الواسع لتطوير رؤية موحدة تلبي تطلعات الشعب السوداني.

التحديات الإنسانية والدعوة الدولية

وأشار حمدوك إلى التحديات الإنسانية المتفاقمة، حيث أثرت الحرب على أكثر من 25 مليون شخص، ودفعت 12 مليوناً آخرين للنزوح، مهددة الأمن الغذائي وخدمات الصحة والتعليم. وجدد دعوته للمجتمع الدولي والدول الصديقة إلى الضغط على أطراف النزاع لإعلان وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية.

وأوضح أن الجهود التي بذلت عبر منبر جدة يمكن أن تُشكل أساساً لتعزيز فرص السلام وإنهاء الحرب، مشيداً بالدور الإيجابي الذي تلعبه يوغندا في دعم اللاجئين السودانيين واستضافة الاجتماع.

إصلاح داخلي وتمرين ديمقراطي

ناقشت الاجتماعات إصلاح الهياكل التنظيمية لتنسيقية “تقدم”، مع التركيز على تمثيل الشباب والنساء وتعزيز الديمقراطية الداخلية. واعتبر حمدوك أن المناقشات كانت مثالاً على التمرين الديمقراطي المسؤول الذي يعكس رؤية مستدامة لسودان قائم على الوحدة والسلام.

وأشار البيان الختامي للاجتماع إلى أن الحرب تسببت في كوارث إنسانية واقتصادية جسيمة، مؤكداً ضرورة تفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة، والعمل الجاد لحماية المدنيين وفتح مسارات المساعدات الإنسانية.

مخرجات الاجتماع ورؤية المستقبل

أكدت الهيئة القيادية لتنسيقية “تقدم” أن الأولوية القصوى في المرحلة المقبلة ستكون إنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية. كما شددت على أهمية بناء جبهة مدنية موحدة تضم كافة قوى الثورة الرافضة للحرب والانقلاب، مع تعزيز العمل الإعلامي لمواجهة خطاب الكراهية والإعلام التضليلي.

واختتم حمدوك كلمته بتجديد التزام التحالف بتحقيق سلام مستدام في السودان، قائلاً: “سنعمل مع شركائنا لإرساء سودان جديد قائم على السلام والعدالة والديمقراطية، وستكون هذه الحرب مجرد صفحة سوداء طُويت في تاريخنا”.