انتهاكات متزايدة وقتلى في تصعيد جديد بولاية الجزيرة
الجزيرة – الغد السوداني
تصاعدت حدة المواجهات العسكرية في المناطق الشرقية لولاية الجزيرة، حيث دارت معارك شرسة، الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف قرية ود المهيدي، التي باتت ساحة قتال حاسمة في النزاع المستمر بين الطرفين.
شهدت الاشتباكات، التي تبعد حوالي 20 كيلومترًا شرق مدينة ود مدني، تقدّمًا مؤقتًا لقوات الدعم السريع، التي بثت مقاطع مصورة تُظهر أسرى وغنائم استولت عليها بعد معركة وصفتها بـ”الكبيرة”. وأجبرت هذه التطورات الجيش والقوات المساندة له على التراجع إلى منطقة أم القرى، على الرغم من سيطرتهم على ود المهيدي قبل يوم واحد.
معركة السيطرة على المحاور الاستراتيجية
حافظ الجيش على تقدمه، خلال الأيام الماضية، في المحاور الغربية من مشروع الجزيرة الزراعي، مستوليًا على عدة جسور استراتيجية ومتجهًا نحو مدينة ود مدني. كما أحرز تقدمًا آخر في محلية أم القرى شرقي ود مدني ومصنع السكر جنوب ولاية الجزيرة.
لكن الموقف تغير سريعًا، إذ اعترفت قوات درع السودان، الموالية للجيش، بأنها انسحبت من ود المهيدي بعد تعرضها لهجمات مكثفة من الدعم السريع. وقالت في تقرير ميداني إن معارك شرسة دارت أمس وصباح اليوم في محور أم القرى، وأسفرت عن سقوط قتلى ومفقودين من الجانبين.
الدعم السريع و”حملات انتقامية”
على صعيد آخر، تعرضت عدة قرى جنوب ولاية الجزيرة لمداهمات من قبل الدعم السريع، وفق بيان صادر عن مؤتمر الجزيرة، مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين، بينهم امرأة وطفل، في قرى ود شمعة وود حميدان. وتتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق السكان المحليين، شملت القتل والاختطاف والتهجير القسري.
تحركات متوقعة نحو ود مدني
تثير هذه التطورات مخاوف من اشتباكات أكثر عنفًا، خاصة مع تمركز قوات الدعم السريع غرب ود المهيدي، بينما تعيد قوات الجيش ودرع السودان ترتيب صفوفها غرب أم القرى. ويبدو أن معركة حاسمة تلوح في الأفق، مع استعداد الطرفين لتحركات أكبر نحو ود مدني.
فلاش باك
تعد الجزيرة، بأهميتها الزراعية والجغرافية، هدفًا استراتيجيًا للطرفين في النزاع السوداني الدامي، الذي اندلع منذ أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويأتي التصعيد في ود المهيدي ليعكس عمق الخلاف والتنافس على السيطرة الميدانية في هذا الإقليم الحيوي.