ألغام وموت وأزمة نزوح: كيف يواجه السودان كارثته الإنسانية؟

عنتيبي (وكالات) – الغد السوداني

وسط معاناة إنسانية غير مسبوقة، كشفت ورقة صادرة عن قطاع العمل الإنساني في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، عن حجم التحديات التي تواجه جهود الإغاثة الإنسانية في السودان. وبينما تتفاقم الأزمة مع بلوغ عدد المحتاجين للمساعدة نحو 25 مليون نسمة، تعيق الألغام والعبوات الناسفة المميتة والدمار الهيكلي للطرق والجسور إيصال الإغاثة إلى المتضررين.

أزمة إنسانية خانقة

بسبب النزاع المسلح، نزح أكثر من 11 مليون سوداني داخلياً وعبر الحدود، بينما تواجه المستشفيات والمراكز الصحية تحديات جسيمة أدت إلى توقفها عن العمل. وتعاني المنظمات الإنسانية من نقص التمويل وصعوبة التنسيق بين الأطراف المتعددة، في حين تتزايد الاحتياجات الإنسانية لتشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وأكد عمر أحمد صالح، رئيس القطاع الإنساني في التنسيقية، أن التحالف يسعى عبر التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين إلى التخفيف من الكارثة الإنسانية. وتستعد التنسيقية لعقد اجتماع مع الحكومة الأوغندية لمناقشة أوضاع اللاجئين السودانيين هناك.

تحديات واستجابة

الورقة المقدمة من التنسيقية ركزت على أهمية تأمين ممرات إنسانية آمنة من خلال اتفاقيات محلية لوقف إطلاق النار، بجانب تعزيز الشراكات مع الجهات الفاعلة لدعم المزارعين، وتأمين موارد أساسية لمواجهة الأزمة المتصاعدة. كما شددت على الحاجة إلى تمويل إضافي ودعم البنية التحتية لضمان استدامة المساعدات.

مستقبل غامض للأطفال

الأزمة لم تقتصر على الكبار فقط؛ فقد تسبب النزاع في إغلاق المدارس، مما دفع آلاف الأطفال إلى ترك التعليم والانخراط في العمل لإعالة أسرهم. وترى التنسيقية ضرورة إطلاق مبادرات عاجلة لإعادة الأطفال إلى المدارس وضمان حقوقهم الأساسية.