ملفات النفط في جوبا: ما لم يُعلن عن لقاء البرهان وسلفا كير
جوبا – الغد السوداني
في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى جوبا ولقاءاته المكثفة مع قيادات جنوب السودان، كشفت مصادر موثوقة للغد السوداني عن تحركات دبلوماسية خلف الكواليس تتعلق بمفاوضات سرية غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
ووفقًا للمصادر، ركزت هذه المفاوضات على تأمين خطوط إمداد النفط الحيوية التي تربط حقول جنوب السودان بموانئ التصدير السودانية على البحر الأحمر. تلك الخطوط تمثل شريان الحياة الاقتصادي لجوبا، وهي مسألة بالغة الحساسية بالنسبة للخرطوم، التي تواجه تحديات عسكرية واقتصادية مستمرة.
خلفية الحدث
تزامنت هذه المفاوضات مع اللقاءات الرسمية التي عقدها البرهان مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، والتي ركزت على قضايا التعاون في مجالات النفط والتجارة وأمن الحدود. ومع أن التصريحات الرسمية تجنبت ذكر أي تفاصيل عن المفاوضات السرية، إلا أن وجود وفد رفيع المستوى ضم وزير الطاقة والنفط محيي الدين نعيم ومدير المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، يشير إلى أهمية الملفات المطروحة.
جنوب السودان، الذي يعتمد بشكل شبه كامل على تصدير النفط عبر السودان، يجد نفسه في موقف صعب جراء النزاع المستمر في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتعتمد جوبا على استقرار خطوط النقل السودانية، مما يجعل التعاون مع مختلف الأطراف ضرورة حتمية.
إمداد النفط
ذكرت المصادر أن الوساطة جاءت بطلب من جهات إقليمية ودولية تسعى لتجنب أي تعطيل إضافي لإمدادات النفط، خاصة في ظل تقلبات السوق العالمية للطاقة. ويرجح أن الاجتماعات تمت بوساطة جنوب سودانية، بهدف تحقيق توافق حول آليات تأمين الخطوط وضمان استمرار تدفق العائدات النفطية لكلا الطرفين.
تداعيات محتملة
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد العمليات العسكرية في السودان وتزايد التحديات الاقتصادية التي تواجه حكومة البرهان. ومن المتوقع أن يكون لنجاح أو فشل هذه المفاوضات تأثير كبير على مستقبل العلاقات بين السودان وجنوب السودان، وكذلك على الأوضاع الداخلية في السودان.