السودان في مأزق: هل تعمّق 3 قوى خارجية الأزمة وتطيل أمد النزاع؟
(تحليل)
في ظل الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل 2023، تتزايد المؤشرات على تعقيد الأوضاع وغياب الأفق لحل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في بلد مزقته الحرب، أصبحت المأساة الإنسانية المنسية السمة الأبرز، حيث دفع الصراع الملايين إلى النزوح والمجاعة، وسط صمت وتجاهل دوليين يزيدان المشهد تعقيدًا.
ضعف الاهتمام الدولي وفشل المبادرات
الأكاديمي والدبلوماسي السابق، وليام لورانس، وصف الجهود الدولية بأنها شبه غائبة، مشيرًا إلى فشل مجلس الأمن والمبعوث الأميركي للمنطقة في تحقيق أي اختراق حقيقي. وفق لورانس، يقتصر دور المبعوث الأميركي على التنسيق لإرسال المساعدات، بينما يتجاهل القضايا الجوهرية مثل وقف تدفق السلاح وحل النزاع بين الأطراف المتصارعة.
الأطراف الخارجية وتأجيج الصراع
لعبت العوامل الخارجية دورًا محوريًا في تأجيج النزاع. روسيا، بحسب لورانس، تقدم الدعم لكلا الطرفين المتنازعين مقابل الذهب السوداني، مما يعمق الأزمة. وفي الوقت ذاته، رغم إنكار الإمارات ومصر تورطهما في تسليح الأطراف المتحاربة، فإن دورهما في الصراع يظل محط جدل.
يرى خبراء أن الحل في السودان يعتمد على مشاركة الدول التي تزود الأطراف المتحاربة بالسلاح في المفاوضات. بينما يظل موقف الأمم المتحدة ضعيفًا أمام أزمة إنسانية حادة، تُطرح فكرة لقاء دولي لمعالجة قضايا التعدين والموارد التي تغذي النزاع.
عواقب الحرب: أكبر أزمة نزوح عالمي
منذ بداية الحرب، قُتل عشرات الآلاف، وواجه أكثر من 11 مليون شخص النزوح القسري. الوضع الحالي يُعد أحد أكبر أزمات النزوح العالمية، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من البلاد، بما في ذلك أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم.