وقف هجوم على الحدود التشادية: هل يقود الدعم السريع نهاية الصراع في دارفور؟

الجنينة – الغد السوداني

في تطور لافت وسط النزاع المحتدم في دارفور، أعلن قائد بارز في قوات الدعم السريع عن إيقاف هجوم كان يستهدف مناطق حدودية مع تشاد يسيطر عليها الجيش السوداني وحلفاؤه من الحركات المسلحة. الدعوة للحوار التي أطلقها عبد الرحمن جمعة بارك الله، قائد قطاع غرب دارفور، جاءت في ظل تصاعد أعمال العنف التي أرهقت الإقليم منذ شهور.

 

بارك الله أكد في رسالة صوتية نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن قواته أوقفت التحرك نحو مناطق مثل الطينة وجرجيرة ومستورة، مشيراً إلى تمركز قوات الدعم السريع في بلدة كلبس. وقال: “مددنا أيدينا للحوار مع الحركات المسلحة، ونؤكد أن خيار السلام هو السبيل الأمثل لإنهاء الاقتتال.”

 

تصعيد عسكري وسياق سياسي معقد

تأتي تصريحات بارك الله بعد اتهامات وجهها رئيس هيئة شورى قبيلة الزغاوة لقوات الدعم السريع بالتخطيط لاجتياح مناطق تقطنها قبيلته في شمال دارفور. هذه المناطق تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً منذ مايو الماضي، حيث تصدت القوات المشتركة من الجيش والحركات المسلحة لهجمات مكثفة شنتها قوات الدعم السريع.

 

ورغم الدعوات للحوار، ألقى بارك الله باللوم على قادة حركات تحرير السودان والعدل والمساواة لإفشال اتفاق سابق كان يمنع المواجهات العسكرية بين الأطراف، معتبراً أنهم انحازوا للقوات المسلحة وتناسوا أسباب تمردهم السابق ضد الدولة.

 

العقوبات الدولية تزيد من تعقيد المشهد

إلى جانب التوترات الداخلية، يواجه قادة قوات الدعم السريع ضغوطاً دولية متزايدة. فقد فرضت الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي عقوبات على عبد الرحمن جمعة بارك الله، تضمنت حظر السفر وتجميد الأصول، على خلفية اتهامه بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور.

 

تساؤلات حول مستقبل دارفور

رغم مساعي الحوار، يثير هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل الإقليم. فالهجمات الانتقامية التي طالت عشرات القرى بدارفور وأدت إلى نزوح آلاف السكان نحو تشاد، تعكس مدى تعقيد الأزمة. وبينما تدعو أصوات للسلام، تبقى الأولوية لإنهاء معاناة المدنيين وتحقيق الاستقرار في السودان.